26 سبتمبر 2025

تسجيل

أصبع مورينيو وعين فيلانوفا!

28 أغسطس 2012

إذا قلت إن جوزيه مورينيو واحد من أعظم المدربين الذين أنجبتهم ملاعب كرة القدم العالمية، فلن أقرر شيئا غائبا عن الأذهان ولا جديدا، فهذا البرتغالي المغمور حفر في الصخر ليفسح لنفسه مكانا بين كبار المدربين في وقت كانت المنطقة الفنية في الملاعب تذخر بمدربين عظام أمثال لويس فإن جال وجوس هيدنيك والسير اليكس فيرجسون وزفن جوران اريكسون وجيوفاني تراباتونى وفابيو كابيلو.. القائمة تطول بغير هؤلاء ولكن مورينيو الذي أتى من الصفوف الخلفية ومن بوابة الترجمة سرعان ما حجز لنفسه مكانا بارزا بفضل إنجازاته ونجاحاته التي ملأت الآفاق مع بورتو البرتغالي محليا وفي الشامبيونز ليج، ومع تشيلسي الإنجليزي ثم الإنترميلان الإيطالي الذي حقق مع ثلاثية تاريخية بلقب الدوري والكأس في إيطاليا ليضيف بعد ذلك لقب الشامبيونزليج. * ومسيرة البرتغالي الناجحة مازالت تمضي مع ريال مدريد الإسباني حيث استطاع استعادة لقب الليجا الإسبانية للنادي الملكي بعد ثلاث سنوات عجاف كانت تمثل عهدا كاتالونيا بامتياز لبرشلونة تحت قيادة بيبى جوارديولا، ولكن مورينيو استطاع بعد موسم صعب أن يقضي على أحلام الكاتالونيين والفوز باللقب الذي عاند فريق العاصمة الإسبانية مدريد كثيرا خاصة في أوج الثورة الكاتالونية التي أكلت الأخضر واليابس ولم تترك إلا القليل للنادي الملكي الذي اكتفى في الموسم قبل الماضي بلقب كأس الملك فقط. * ولكن مورينيو الذي تعود على أن يسبغ على نفسه هالة من القدسية كمدرب يمثل نسيجا وحده، مضى في طريق إطلاق الألقاب على نفسه فبعد لقب "السبشل ون" الذي رافق اسمه منذ سنوات يبدو أن مورينيو قد مل من لقب "المميز" فقرر أن يطلق على نفسه هذه المرة لقبا لا يخطر على بال أحد فقال في مقابلة مع إحدى قنوات التلفزة البرتغالية أن لقبه الجديد هو "the only one" أي "المدرب الأوحد" فإلى أي درجة بلغ إعجاب مورينيو بنفسه ملغيا كل المدربين الكبار الذين سبقوه في سلم المجد وإنجازاتهم، الأمر الذي دفع الهولندي الطائر يوهان كرويف إلى وصف مورينيو بالجنون، وبين الرجلين ما صنع الحداد. * يقول السيد "مو" إن الذي دعاه إلى إطلاق هذا اللقب الخطير وإسباغه على نفسه هو أنه المدرب الوحيد الذي حقق أربعة ألقاب في الدوريات الأوروبية بداية من بورتو البرتغالي مرورا بتشيلسي الإنجليزي ثم الإنترميلان الإيطالي وصولا إلى ريال مدريد الإسباني، وبما أن المدرب الإيطالي جيوفاني تراباتوني كان قد سبقه إلى هذا الإنجاز، قال مورينيو هناك فرق فأنا الوحيد الذي حقق لقب الدوري في أقوى الدوريات الأوروبية في انجلترا وإيطاليا وإسبانيا، وهو محق في ذلك ولكن كل هذا لن يجعل منه مدربا أوحد في العالم، رغم أن الإنجازات التي حققها تبقى كبيرة وفريدة تجعل منه "السبيشل ون" ولكنه أبداً لن يكون الأوحد ففي عالم كرة القدم أسماء كبيرة حققت الكثير من الإنجازات ليس على صعيد الأندية فحسب وإنما على مستوى المنتخبات وكأس العالم، وهل نسى مورينيو أن جوارديولا قد حقق مع برشلونة 14 لقبا في أربع سنوات وفاز مع البرشا بستة ألقاب في موسم واحد من بينها السوبر الأسباني والسوبر الأوروبي ولقب الليجا الإسباني والشامبيونز ليج وكأس العالم للأندية. * مورينيو مدرب كبير "وسبيشل ون" لكنه لن يكون أبداً "اونلى ون" فمازال هناك ثعلب عجوز اسمه جيوفانى تراباتونى، اما الغريم جوارديولا فقد اختار أن يذهب في إجازة طويلة بعد موسمين من المواجهات المضنية مع مورينيو الذي يجيد فن إطلاق التصريحات الإعلامية المثيرة للجدل، وربما يكون تصريح مورينيو بأنه الأوحد لا يعدو كونه من فنون لعبة التصريحات الرنانة التي يطلقها "مو" والهدف هذه المرة ربما يكون الغريم الكاتالوني الجديد تيتو فيلانوفا الذي أدخل مورينيو يوما أصبعه في عينه، كان ذلك في نهائي كأس السوبر الإسباني في أغسطس الماضي، اليوم يتجدد اللقاء في إياب ثأري في السوبر، فهل يفعلها مورينيو مرة أخرى ويغرس أصبعه في عين فيلانوفا، مرة أخرى. * يعجبني مورينيو جدا.. لكنه يخرج عن النص ويغرد في سرب "النرجسية المورينيوية".