18 سبتمبر 2025
تسجيليحكي أحدهم: ذات يوم كنت متوجهاً للمطار مع صاحب التاكسي "الأجرة". وبينما كنا نسير في الطريق وكان سائق الأجرة ملتزما بمساره الصحيح، انطلقت سيارة من موقف سيارات بجانب الطريق بشكل مفاجئ أمامنا. وبسرعة ضغط سائق الأجرة بقوة على الفرامل، وكاد أن يصطدم بتلك السيارة. الغريب في الموقف أن سائق السيارة الأخرى "الأحمق" أدار رأسه نحونا وانطلق بالصراخ والشتائم تجاهنا!! فما كان من سائق الأجرة إلا أن كظم غيظه ولوَّح له بالاعتذار والابتسامة !! استغربتُ من فعله وسألته: لماذا تعتذر منه وهو المخطئ؟ هذا الرجل كاد أن يتسبب لنا في حادث صِدام؟ هنا لقَّنني سائق الأجرة درساً، أصبحت أسميه فيما بعد: قاعدة "شاحنة النفايات" قال: كثير من الناس مثل شاحنة النفايات، تدور في الأنحاء مُحَمَّلة بأكوام النفايات "المشاكل بأنواعها، الإحباط، الغضب، الفشل، وخيبة الأمل" وعندما تتراكم هذه النفايات داخلهم، يحتاجون إلى إفراغها في أي مكان قريب.. فلا تجعل من نفسك مكبّاً للنفايات !!! الكاظمون الغيظ إذا صادفك أي موقف عام يتطلب منك رد فعل غاضب لا تأخذ الأمر بشكل شخصي، فقط ابتسم وتجاوز الموقف ثم انطلق في طريقك، وادع الله أن يهديهم ويفرِّج كَربَهم. وليكن في ذلك عبرة لك، واحذر أن تكون مثل هذه الفئة من الناس تجمع النفايات وتلقيها على أشخاص آخرين في العمل، البيت، أو في الطريق. في النهاية، الأشخاص الناجحون لا يسمحون أبداً لشاحنات النفايات أن تستهلك يومهم وأعصابهم وتفكيرهم..!! لذلك اشكر من يعاملونك بلطف.. فهم الزهرات الجميلة في الحياة.. وادع لمن يسيئون إليك.. فهم بحاجة للرحمة والشفقة.. وافعل هذا وذاك لوجه الله سبحانه ونيل الأجر.. وتذكر دائماً أن حياتك محكومة بما تفعله، وبكيفية تقبلك وتفسيرك لما يجري حولك.. كثيرا ما يقابلنا مثل هؤلاء الأشخاص في تحركاتنا اليومية وبقليل من الحلم وكظم الغيظ سنتجاوز الأمر ونكسب الأكثر والأقيم للمحافظة على حياة هادئة وخالية من العصبية ونتعافى من كثير من الأمراض العصبية التي تسببها الانفعالات غير الضرورية ونكسب الأجر والثواب على هذا التصرف الحسن، وموقف هذا الرجل بالتأكيد يقابلنا يوميا ونحن نسلك طريقنا في شوارعنا، علينا فقط وبكل سهولة ألا نكون شاحنة نفايات لمثل هؤلاء وبذلك نسلك تعاليم ديننا الحنيف ونتحلى بصفة من صفات المتقين والمحسنين التي ذكرها المولى عز وجل في محكم تنزيله في الآية (134) من سورة آل عمران في وصفه للمتقين حيث قال تعالى (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ). قولوا سلاماً قال تعالى في الآية (65) في سورة الفرقان (وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)، في هذه الآية الكريمة ذكر المولى عز وجل بعض أوصاف عباده المؤمنين، وبيَّن ما لهم من فاضل الصفات، وكامل الأخلاق، التي لأجلها استحقوا جزيل الثواب من ربهم، وأكرم لأجلها مثواهم، وهي صفات تشرئب إليها أعناق العاملين، وتتطلع إليها نفوس الصالحين، الذين يبتغون المثوبة ونيل النعيم جزاء ما اتصفوا من كريم الخلال، وأتوا به من جليل الأعمال، ومن هذه الصفات: - إنهم يمشون في سكينة ووقار، لا يضربون بأقدامهم كبرًا، ولا يخفقون بنعالهم أشرًا وبطرًا. وعن ابن عباس: هم المؤمنون الذين يمشون علماء حلماء ذوي وقار وعفة، فهم لا يتكبرون ولا يتجبرون ولا يريدون علوّا في الأرض. - إنهم إذا سفه عليهم السفهاء بالقول السيئ لم يقابلوهم بمثله، بل يعفون ويصفحون ولا يقولون إلا خيراً وسلاماً. كسرة أخيرة فلنرتفي بأخلاقنا بقليل من الانتباه إلى هذه الصغائر التي تقابلنا كثيراً في حياتنا اليومية، ونحرص على تعليم أبنائنا هذه الصفات ليتحلوا بالأخلاق الحميدة لنخلق مجتمعاً معافى صحياً وراقيا في تعامله بين أفراده، ونكون حذرين أمام أبنائنا في ردات فعلنا وهم بصحبتنا داخل السيارة أو بقربنا ونحاول أن نخرج من أفواهنا أجمل وألطف الألفاظ والكلمات في تعاملنا مع الغير ولا يسمعون أو يشاهدون منا أي تصرف أو كلمات جارحة وغاضبة يتربون عليها ونكون قدوة حسنة دائماً أمامهم ليقتدوا بنا. ،،،، ودمتم متسامحين وعافين عن الناس وبسلامتكم [email protected]