12 سبتمبر 2025

تسجيل

صَنعَ كورونا ما لم تصنعه القيادات!

28 يوليو 2020

يبدو أن جائحة كورونا صنعت ما لم يستطع عليه مدراء إدارات على الرغم من قوتهم الوظيفية بل ما لم يستطع عليه حتى رؤساء وقيادات الكثير من المؤسسات حكومية كانت أم غير حكومية وذلك في جعل كثير من الأعمال أن تُنفذ بنظام التواصل الإلكتروني ولكن جائحة كورونا حققت لهذه التكنولوجيا أهدافها وأنصفتها! نعم ليست كُل الأعمال يمكننا تنفيذها عن بُعد وليس الحديث عن رغبتنا في تقليص عدد الموظفين خاصة إن كان العدد وفق احتياجات الإدارة المختصة. ولكن هُنا سأتطرق لمسألتين هامتين وذواتي تكلفة عالية الأولى منهما الاجتماع عن بُعد.. فبالفعل الاجتماعات عن طريق البرامج التكنولوجية حققت أهدافها وأظهرت فوائدها وقد تكون الفائدة أكثر من الاجتماعات العادية، وأثبتت هذه الفترة فوائد جمة لهذه النوعية من الاجتماعات. فكم من الاجتماعات المعتادة لخارج المؤسسة أو داخلها أفقد موظفي الإدارة الاستطاعة بمقابلة مسؤوليهم مما يسبب الكثير من التأخير في إنجاز المعاملات وكم من هذه الاجتماعات أضاعت أوقات المراجعين بسبب عدم وجود المسؤول، فالاجتماع خارج المؤسسة يكلف المؤسسة ثلاثة أضعاف بل أربعة أضعاف وقت الاجتماع ! ابتداءً من هدر الوقت في الذهاب إلى الاجتماع والضيافة التي تسبق الاجتماع والمحادثات الجانبية التي تحدث وكثير من الأحيان الخروج من موضوع الاجتماع إلى أمور لا تُفيد العمل في شيء ! وأخيراً ضياع الوقت وهدره في الطريق إلى العمل ! ولكن الاجتماع عن بعد على الرغم من عدم وجود تكاليف إلا أنه يحفظ لك المادة والأهم يوقف هدر الوقت ! فالاجتماع عن بعد يكون محددا بشكل دقيق وليس هناك وقت مهدر قبل أو بعد " فهنا حافظنا على أوقات كثيرة مُهدرة وطاقات مهدرة " ! أما الأمر الآخر فهو الدورات التدريبية فكثير منها تبين جدواها في الانعقاد بهذا النظام دون الحاجة إلى رؤية تفاصيل الخروج والعودة من وإلى العمل أو إعفاء الموظف من يوم عمل لدورة عدد ساعاتها اليومية ٣ ساعات ! كما أن تكاليف إحضار مدرب من الخارج والحجوزات وحجز قاعة في الفنادق وتجهيز الطعام من الأمور المُكلفة للميزانية أكثر من الدورة ذاتها ! وبهذا نستطيع بهذا النظام تقليص هذه التكلفة من ١٠٠٪؜ كفرضية إلى ما يقارب الـ ١٠٪؜ فقط وبجودة عالية في التعلم ! وإنني حالياً أقوم بهذه التجربة ورأيت مدى نجاحها وجدواها. قبل فترة قصيرة قام سمو الأمير حفظه الله ورعاه بافتتاح أحد ملاعب كأس العام المقررة بإذن الله تعالى في قطر ٢٠٢٠، فكانت الكلمة من سموه موجزة ومؤثرة وكم كان الحضور الإلكتروني رائعاً والتفاعل أكثر روعة، فتحصلنا على افتتاح يليق بالحدث واستطعنا تخفيض تكاليف ضخمة لهذا الافتتاح وبهذه التكنولوجيا البسيطة فقط. فنتمنى بعد انقشاع هذه الجائحة أن تستمر المؤسسات ولو بنسبة ٥٠٪؜ في الاستمرار بتطبيق هذه التكنولوجيا وبالأخص في الاجتماعات والدورات التي تتطلب إحضار مدربين من الخارج، فهذه بعض الدروس التي رأيناها وأتمنى أن نكون قد تعلمناها.