23 سبتمبر 2025

تسجيل

الواقع العربي لا يواكب التحديات

28 يوليو 2020

تؤكد التطورات التي تشهدها المنطقة العربية أن الواقع العربي لا يواكب التحديات التي تمر بها الشعوب العربية، فمن أزمة وباء كورونا إلى الأزمات في ليبيا واليمن وتفاقم التوتر في القرن الأفريقي ومن المأساة السورية إلى المواجهات في لبنان، ومن الوضع في فلسطين وضرورة منع الاحتلال الإسرائيلي من تنفيذ ضم أراض فلسطينية إلى التحديات الأمنية في العراق والصومال، ومن عجز في مواجهة وباء كورونا إلى استمرار تفريخ الإرهاب بتزايد معدلات الفقر والجهل والتغاضي عن الفساد، ما يعكس أوضاعاً عربية تواجهها الحكومات بعشوائية ومنفردة بعيداً عن التنسيق المطلوب، بل ربما في بعض المشاهد نجد صدامات وتناقضات ضد مصالح الأمة وثوابتها وضد الأمن القومي العربي في غياب الرؤية الإستراتيجية، ولعل الموقف من استعادة مسجد آيا صوفيا وافتتاحه للعبادة في تركيا أحد تجليات تلك التناقضات التي تصل إلى حد التناحر. وغير بعيد عن تلك الضبابية التي يعاني منها الوطن العربي التصعيد الذي يشهده لبنان والذي ينذر بتعميق أزمته التي يعاني منها منذ شهور وخرج من أجلها الشعب إلى الشارع حتى تستمع الدولة لصوت الشعب، على أن التصعيد الإسرائيلي بتنفيذ 29 خرقاً جوياً لأجواء لبنان الجنوبية خلال اليومين الماضيين، من قبل طائرات استطلاع تابعة للكيان الإسرائيلي ينذر بتعميق معاناة اللبنانيين الذين تحولت بلادهم إلى مسرح إقليمي لتصفية الحسابات الدولية وسط غياب عربي. لقد طرحت قضية الأزمات التي يعاني منها العالم العربي وسبل مواجهتها في أكثر من منتدى عربي غير أن غياب الشفافية وافتقاد منهج إدارة الأزمات ومعالجة المشكلات من جذورها تجعل من تلك المنتديات مناسبات تمر وتبقى الأزمة ما لم يتداع العرب إلى اجتماعات ترتقي بالنقاش العربي إلى حجم التحديات وتطرح حلولاً علمية لمعالجة جذور المشكلات التي يعاني منها العالم العربي.