22 سبتمبر 2025
تسجيلالتفجيرات التي تضرب في أكثر من عاصمة وبشكل متكرر تعكس انعدام الرؤية عند من ما زال يتبنى العنف وسيلة لتحقيق أهدافه، رغم يقين جماعات العنف بأنها تدور في دائرة مفرغة وفشل مشروعها. ففضلاً عن الضحايا الأبرياء الذين يسقطون ضحية الهجمات والتفجيرات التي تضرب عواصم العالم، فإن هذا العنف يزيد من معاناة المدنيين ويسهم في تراجع معدلات التنمية والاستقرار والازدهار الذي تنشده كل الشعوب. لقد حذرت دولة قطر مراراً من تصاعد العنف وأكدت موقفها الثابت الرافض للعنف والإرهاب مهما كانت الدوافع والأسباب، ومما يبعث على الأسى أن معظم التفجيرات باتت تتكرر في دول شقيقة تعاني من تراجع معدلات التنمية وفي حاجة ماسة إلى الاستقرار حتى تنطلق عملية التنمية التي تنشدها هذه البلدان. لقد آن الأوان للمجتمع الدولي أن يتدخل لمساعدة الدول على تحقيق استقرارها وبناء مجتمعات على أسس من العدالة والحكم الرشيد والاهتمام برفع مستوى التعليم ومحاربة الجهل والفقر، والتداعي لمعالجة شاملة للعنف والإرهاب، حيث من الضروري معالجة الأسباب والجذور المؤدية إلى التطرف والعنف، وفي مقدمتها الجهل والفقر وغير ذلك من الحجج التي يسوقها من يتبنون التطرف وسيلة للانتقام من مجتمعاتهم. وقد نجحت دولة قطر في تشجيع الأطراف المتناحرة في أكثر من دولة على ترك العنف والانخراط في حوار يحقق نتائج مرجوة بدلاً من الذهاب للمواجهات المسلحة والتفجيرات، على نحو ما حققته تجربة الحوار في الدوحة بين الأطراف اللبنانية والسودانية والليبية وما تنشده من استضافة الحوار بين الأطراف الأفغانية. على أن الحوار بين أطياف المجتمع يظل الطريقة المثلى لحل المشكلات التي تعاني منها المجتمعات فبدلا من المواجهات المسلحة التي لن تجدي نفعا ولن تزيد المجتمعات إلا تخلفاً وتعمق الأزمات يجب على الدول والجماعات أن تنحاز للحوار لحل الخلافات، فبدون هذا الحوار ستتعمق مشكلات المجتمعات ولن يستطيع طرف سماع الطرف الآخر إذا ما علت أصوات الرصاص والتفجيرات.