16 سبتمبر 2025

تسجيل

بأيّ حال عُُدتَ يا عيدُ

28 يوليو 2014

يستقبل عالمنا العربى اليوم عيد الفطرالمبارك وسط حالة من الحزن والاسى، ملأت بها القلوب واشعلت بها الصدور آلة الحرب الاسرائيلية المجنونة، التى مازالت توغل فى ارتكاب المجازر بحق الاشقاء الفلسطينيين فى غزة لليوم العشرين على التوالى.. صحيح ان المقاومة الفلسطينية فى حالة صمود اسطورى امام ذلك العدوان الاسرائيلى الغاشم، ولكن المتابع والمدقق فى حجم المجازر وحالة الدماراللذين تخلفهما آلة الحرب الاسرائيلية، يجدهما يفوقان كل تصور، وهو ما اثارالغضب الشعبى وجعله يتخطى منطقتنا ويمتد الى العديد من العواصم الاجنبية، فالقادم من غزة — عبر شاشات الفضائيات — وما تضخه وكالات الانباء "يصدم" الى ابعد الحدود كل دعاة الديمقراطية والمنتصرين لحقوق الانسان، و"يصفع" بكل قسوة وجوه كل الطغاة واعداء الانسانية، من المتعاطفين مع العدوان الاسرائيلى، فيما لا تلوح بالآفاق اية آمال لوقف تلك الحرب المجنونة، بعد ان فشلت كل المبادرات والاجتماعات الاقليمية والدولية فى لجم آلة الموت الاسرائيلية، واعادة الهدوء الى غزة الذبيحة الصامدة، التى قدمت حتى الان حوالى الف وستين شهيدا واكثرمن ستة آلاف جريح..ويأتي العيد ومازال العراق الشقيق تعتصره آلام الطائفية المقيتة ،التى تدفع به فى اتجاه حرب اهلية جديدة، فلا يكاد يمر يوم دون سقوط ضحايا على مدى أكثر من أحد عشر عاما، أزهقت فيها أرواح الملايين وشردت ملايين اخرى.. فإذا ما مررت بسوريا وجدت مأساة إنسانية اخرى، تلعب الاطراف الدولية بها للاستفادة بأكبر قدر ممكن، دون أدنى مراعاة لأرواح الأطفال والنساء والشباب، الذين يقتلون كل يوم بأفتك الأسلحة الكيماوية وغيرها، المحرمة دوليا، ولا تثور لقتل الملايين أي فقرة في ميثاق الأمم المتحدة ولا بند من بنود حقوق الإنسان، بينما تشتاط غضبا لمجرد اختطاف ثلاثة مستوطنين يهود!!ثم اذا ما توجهنا غربا الى ليبيا، التي تخلصت من حكم جثم لأكثر من أربعين عاما على صدورالليبيين وأورثهم الجهل والعدم، نجد ان الثورات المضادة ما زالت تعمل على إجهاض المشروع الديمقراطي لثوار ليبيا، بمساعدة الداخل والخارج.اننا نتطلع الى ان يعود العيد القادم على عالمنا العربى وقد تخلص من كل خلافاته، وتوحد على كلمة سواء تجاه المخاطر الحقيقية التي تستهدف وجوده، واستكملت ثورات الربيع العربي طريقها وبناء ديمقراطيتها حقيقية، ونعمت فلسطين بالتحرر من الاحتلال الصهيوني وبناء دولتها المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.