15 سبتمبر 2025
تسجيلبعض ظروف الحياة التى نحياها الآن وفى هذا الزمن ليست على ما يرام، لذا فلقد أثرت عليها بشكل خاص، وبشكل عام حتى غابت عن الوعي، تاركة من بعدها الكثير من الأمور مهملة دون من يتابعها، كما أنها قد افسحت المجال للبعض منا كى يجوب تفاصيلها بتخبط ودون تخطيط ليحقق ما يريده كما يحلو له، ودون أن يتعرض للمحاكمة، الأمر الذى قَسم الحياة لأقسام كثيرة، كل قسم منها يجذب من يريد، ويترك الآخر لقسم غيره عله يجد نفسه هناك، لينتهى الأمر بابتسامة عريضة يغلب أطرافها الجمود، الذى لا يتيح لنا من الخيارات الا ما سنمضغه لكن على مضض. عن ذاك الذى نمضغه وعلى مضض فلقد كان حديثنا منذ أسبوع مضى حين أفرز هذا العمود تلك (الهموم) التى كانت ومازالت تخنق المبدع، فوعدتكم حينها بمتابعته؛ لأنه كل ما قد تجمد فى قالب قضية لا يُقبِلُ عليها البعض، ولا يدركها البعض الآخر، بحكم أنها تخص المبدع الذى أحسبه ما هو الا مخلوق قد وُجد ليتأثر ويتألم وحده عن كل صغيرة وكبيرة تهم العالم، وتهمه لتغدو همه الذى سيبحث عما يُخمده له، ولكن دون أن يجد من يتفهم طبيعة ما يمر به، ويساعده على تخطيه؛ ولأنه كذلك فلقد وعدت بأن يمتد الحديث حتى يصل بنا الى ما نود تخليده هنا، فذكرت لكم حينها كيف انتهى بى الأمر بكتابة كل ما يخطر لى على بال بصيغة مجموعة من الأسئلة ستوفر حقيقتها متى وُجدت معنى الأمن والأمان لقلب هذا (المبدع) الذى تنبض به الحياة كونه قلبها، فكان آخر ما كان منى هو: (لقد كانت تلك الأسئلة وغيرها الكثير الكثير مما خرجت به من جوف جملة الأمور التى عشتها الفترة الماضية، خاصة وأن عملى فى المجال الصحفى قد صار أكثر عمقاً من ذى قبل، فأخذنى من السطح الى الأعماق؛ لأدرس حقيقة المبدع فى بعض المجالات، وأدرك معاناته التى لن يفهمها الا من يقاسمه مفهوم الابداع الحقيقي. لقد خلق ذاك التواجد مع المبدعين وبينهم رابطاً وطيداً، فهم يتألمون من قضية أزلية كانت ولا زالت وستظل، قضية (التجاهل) لكم الابداع الذى يمتلكونه، (التجاهل) لهوية المبدع، (التجاهل) لضرورة التواصل ومعرفة الجديد، والأخذ بيد من يحتاج لتلك المساندة والمساعدة، وو) هذا ما كان حينها، واليكم ما سيكون الآن: ان تقدير العطاء أياً كان لونه هو حق يستحقه كل من يبادر بتقديم ما يعشق تقديمه، ويدرك كيفية فعل ذلك، وطبيعة المبدع تستلزم تواجد من يقدر ابداعه المتمثل بكل صغيرة أو كبيرة تعكس عطاءه الذى يعيش به ومن خلاله؛ لأنه وان لم يكن فانه سيحكم على ذاك الابداع بالموت، وان كان ذلك فى صورة بطيئة ستلتهمه حتى يتلاشى، أو حتى يفتر وما يملكه من ابداع. التجاهل ما هو الا خنجر يوجه طعناته نحو قلب المبدع، ليقضى عليه، وعلى رغبته لتقديم كل ما هو مبدع مثله، ونظرتنا الظالمة للابداع تغذى تجاهلنا لحقيقة المبدع، لذا نجد بأنه يتأرجح بين الرفض والقبول، وبين حاجة أن يكون، وحقيقة أنه قد لا يكون فى عالمنا. ان أكثر ما قد يشعل ابداع المبدع هو (الجنون)، وأكثر ما قد يرعب أصحاب العقل هو التواجد مع زمرة المجانين، وهو الأمر الذى ينفى حق التقائهما فى نقطة واحدة اسمها (الحياة)، مما يعنى بأن المساحة الأكبر اما أن تكون لصالح المبدع وبجنون، واما أن لا تُحسب لتكون؛ ليخضع وفى نهاية الأمر وحيداً يشتاق لمن يدرك حقيقة ابداعه، ويبقى السؤال الذى لن يُلهب أحداً سواه المبدع: متى يُدرك معنى الابداع الحقيقى لنعرف من هو المبدع فعلاً؟ وو للحديث بقية، وحتى يحين ذاك الحين، فليوفق الله الجميع. ومن جديد راسلونى بالجديد: [email protected]