10 سبتمبر 2025

تسجيل

السفر هذه الأيام

28 يونيو 2022

هذه الأيام تهافت الجميع على استغلال المسافرين أبشع استغلال من التأشيرات مروراً بتذاكر السفر إلى الطامة الكبرى السكن الذي أصبح إيجاده يتطلب مشقة كبيرة وتكلفة عالية ربما لم يسبق لها مثيل، حدث في يوم من الأيام وكأن الجميع يريد أن يعوض ما فاته من أرباح أيام ذروة كوفيد 19 عندما انخفضت الأسعار وأصبحت في متناول الجميع، فنأخذ على سبيل المثال لندن وما أدراك ما لندن التي ارتفعت فيها أسعار السكن ارتفاعاً غير مسبوق. فقد وصلت أسعار الشقق الصغيرة إلى ثلاثة آلاف جنيه إسترليني في الأسبوع والكبيرة قليلاً وصلت إلى خمسة آلاف والأكبر إلى سبعة آلاف، ليس بالريال القطري طيب الذكر بل بالجنيه الإسترليني العنيد قاهر العملات مفتول العضلات. ويا ليت هذه الشقق على مستوى راقٍ ولكن متواضعة المستوى صغيرة المساحة وطبعاً تصدر الموقف السماسرة العرب الذين هم سبب مباشر في ارتفاع الأسعار الجنوني وهم يعرفون من أين تؤكل كتف أخيهم العربي ولا سيَّما الخليجي! أضف إليه زيادة الطلب وهؤلاء السماسرة يؤجرون بأسعار مرتفعة بدون عقود رسمية وإنما شكلية للتهرب الضريبي أو لعدم المُساءلة القانونية عن المبرر لارتفاع الأسعار الخارج عن نطاق السيطرة. ونحن نعلم أن الكثيرين ذهبوا للعلاج على نفقة الدولة أعزها الله وأعز قائدها وتدفع مقابلا أسبوعيا للمرضى ومرافقيهم ولكن في ظل هذا الغلاء الفاحش لربما البدل المالي لا يوفي بمتطلبات المعيشة وحدها، أما السكن فيجب أن يدفعه المريض من جيبه وهو مُكلف حتى ولو وضع خيمة له في متنزه الهايد بارك إذا القوانين تسمح بذلك. فالذي يحدث في العالم من أحداث وهواجس مبنية على تخوفات حقيقة أو تخيلات غير واقعية قد يكون ليس مبررا لكل هذا الارتفاع في كل شيء ولكن كورونا أتعبت الناس كثيرا عندما أتت واليوم يوم انحسارها زاد الطين بلة!