11 سبتمبر 2025

تسجيل

قليل يدرون مايعملون

28 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); غرق المثقفون فى الشرق العربى فى مستنقع الحداثة، قليل يدرون ما يعملون وأغلبهم لا يدرون فى أى منقلب ينقلبون. وحتى نهاية القرن العشرين سادت تيارات عديدة فى مجال الفكر الإسلامى تفتقر كلها إلى الرابط المنطقى والمعقول الذى يعطيها أقل درجة من الوجود الفعلى بين المثقفين المسلمين. ولكن التيار النافذ كان هو التيار التنويري الحداثي الفرنسي الذي ما زال أثره مستمرا. سعى أصحاب ذلك التيار جاهدين للمواءمة بين الإسلام وفكر الحداثة. حاولوا تفسير القرآن بعقلانية ’ديكارت‘ وإخضاعه للتفكيك وإعادة البناء على طريقة ’شتراوس-كان‘ حاولوا اختزال الحديث النبوي وعزوه لقول بشر يخطئ ويصيب وليس لقول نبي معصوم. انتقصوا كثيرا من قدر أئمة السلف. حاولوا إحياء أفكار أسلافهم من الفلاسفة الجانحة الذين اتبعوا ملل أهل العقل من الإغريق في الغرب وأهل الغنوص في الشرق. حثّوا المسلمين على إعادة قراءة فكر المعتزلة وإخوان الصفا. وكان، وللأسف، أهم عوامل تفشي ذلك التيار وتمكينه من التسلل إلى الشؤون الفكرية الإسلامية من نتاج العرب أنفسهم، وهو المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ’اليسكو‘ التابعة لجامعة الدول العربية وتعنى بشؤون الثقافة والتعليم في العالم العربي والتي تضم من بين أقسامها ’الإدارة الثقافية‘ المسؤولة عن تخطيط العمل الثقافي وتنظيم أجهزته والتي عقدت سنة 1975 عبر رعاية اليونيسكو مؤتمرها الأول حول "الأصالة والتجديد في الثقافة العربية" وآخر حول "الوحدة والتنوع في الثقافة العربية". كانت أنشطة ذلك المؤتمر حكرا على دعاة التغريب والحداثة في العالم العربي وعُزِل عنها كل المهتمين بالفكر الإسلامي الأصيل. نتج عن ذلك المؤتمر ما يسمى "بالخطة الشاملة للثقافة العربية" وهي عبارة عن مجموعة خطط إستراتيجية لتأسيس أنشطة الثقافة العربية والتي وصفها د. محي الدين صابر مدير عام المنظمة آنذاك ’بـالجهد التاريخي الّذي ظل حلماً غالياً‘. هكذا! وضع الحداثيون والشيوعيون والعلمانيون في العالم العربي فيها رؤاهم وتوصياتهم الأساسية التي كانت، بطبيعة الحال، بمثابة تصديق رسمي للدول العربية بتبني النهج الحداثي في ميادين العلم والثقافة والفنون. وأنقل هنا بعض التوصيات الواردة في الخطة الرسمية والتي لا تخفى خطورتها على قارئها: • انتشار الإيمان بالغيب (الفكر الديني) من أهم أسباب انتكاسة الحضارة العربية. • إذا كان الدين عنصر الوحدة في القرون السابقة فإن القومية هي عنصرها في العصر الحديث.• من المستحيل أن نقبل تقنيات الغرب وعلومه ونرفض في الوقت نفسه فلسفاته وثقافته.• الحضارة الأوربية حضارة مطلقة قابلة للتطبيق في كل زمان ومكان بينما الحضارات السابقة تاريخية نسبية.• الماركسية ليست غزوا فكريا يهدد الأمة. • على استراتيجية الثقافة العربية أن تحذر من السقوط في حبائل الفكر الديني.مستقبل الحضارة - 23