13 سبتمبر 2025

تسجيل

مرتكزات الطريق إلى الحضارة الجديدة

05 يوليو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن تجديد منهج الأمة الإسلامية الفكري لن يقوم إلا على مكون "عقيدي توقيفي توفيقي" يكون قاعدة لمسيرة البناء الفكري للأمة ويستدعي هذا التصديق بالآتي:  أن مفهوم التوحيد هو أصل المعرفة ومنتهى سبيل الحكمة. وحقيقة التوحيد هي أصل الوجود والخلق. عدم التصديق بهذا المفهوم وتنزيهه وتمثله في سواء عقل المسلم كما يجب، يجعل أي فكرة إسلامية هباء منثورًا ويرمى بها في غياهب الفكر الإلحادي الذي هو على استعداد لتلقف مثل تلك الانحرافات العقيدية من قبل المفكرين المسلمين وتقويتها. وهذا تعاني منه أغلب الأفكار التي تصدر عن كثير من المسلمين منذ بداية القرن الماضي، وهناك مشكلة حقيقية لدى كثير منهم في مقدرتهم على التبرؤ من هذا. ولعل من أكثرها رسوخا في عقولهم فكرة الحلول ووحدة الوجود ودين الإنسانية والعقلانية والحداثة وما بعدها والإلحاد الصريح والمستتر وما ترتب عليه في النهاية من التشكيك في الوحي والقرآن والسنة ورفض فكرة الغيب مطلقا. وتأتي كل تلك الانحرافات نتيجة لانحراف الأسس المعرفية ولضعف في الإيمان والاعتقاد، وبالتالي الالتباس في مفهوم التوحيد. الإيمان برسالة نبي الإسلام كخاتمة للهداية الإلهية وعدم الأخذ بمثاليات أو اتجاهات فكرية وضعية تدانيها أو تستوجب مراجعتها ونقد أصولها. تلك المثاليات والاتجاهات الفكرية يجب وضعها في إطارها الصحيح كمرجعيات واجبة لفهم اتجاهات الفكر العالمي فقط. الإيمان بما تحوي عقيدة المسلم من بُعد غيبي توقيفي واجب التصديق به مطلقًا. وبُعد تشريعي مدني توفيقي يحقق السمة التكاملية للأمة الإسلامية ودورها الكوني. الإيمان بالنفس الإنسانية على فطرتها، سوية وسليمة، سوية بالتصديق أن الشر ليس منها وسليمة بتبرئتها من الشرك حيث جاء وكميدان لتقبُّل المعرفة والحكمة والخير والجمال وعوامل التغيير في سبيل الترقي. فيكون حينئذ التنوع في الاتجاهات والمذاهب الفكرية انعكاسا مباشرا لتنوع وتقلبات القبول الفطري لها وليس القبول السلبي بآراء الغير. التصديق بأن الشريعة الإسلامية منهج كاف للحياة ولها قدسيتها لدى المسلمين فمرجعها الكتاب والسنة، ثابتة بأصولها ومنفتحة على مستجدات الزمن وضروراته وتحتمل الاجتهاد في حدود تلك الأصول وما تقره حكمة الأمة إجماعًا. ضرورة استصحاب كل ما يثبت صلاحه من أفكار سواء كان مصدرها شرقيا أو غربيا. فالفكرة الصالحة يجب الأخذ بها أيا كان مصدرها طالما أنها لا تتعارض مع عقيدة التوحيد ولا مع الفطرة السليمة ولا تتعارض مع معطيات ومخرجات القوانين التي سنها الله سبحانه وتعالى في الكون والحياة.