12 سبتمبر 2025

تسجيل

اليقظة في زمن الابتلاء

03 يوليو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); اليقظة والمثابرة هى أمانة الشعوب فى وجدان مفكريها وشبابها ولكنها جميعا تتطلب التحلّى بالذكاء والوعى والشجاعة. وهذا الحال لا يخلو من كونه نوعا من أنواع الابتلاء في الحياة ويمثل مجالاً للجهاد في سبيل الله، جهاد في جبهتين، جهاد ذاتي لإصلاح النفس وذات البَين واكتساب المعرفة ومن ورائها الحكمة، وجهاد فكري لمجابهة الغير من أهل الإلحاد والمادية وهو جهاد بالكلمة وجهاد بالعلم إذا ما توفرت الحكمة والوعى المطلوبين. وهي مرحلة ضرورية ترافق- إن لم نقل تسبق- أى محاولات جادة للوصول إلى منهج فكرى جديد يعالج تلك المواقف ويقف جاهزا لريادة طريق المستقبل ومقارعة الغير. فما هو سائد حاليا من أنماط تعليمية أكاديمية كانت أو توجيهية لا يُفْرِز علماء ولا مفكرين حكماء ولا رُوّادا لحمل الأمانة. أحسن ما يمكن قوله أن تلك الأنماط التى تعج بها الساحة الآن، عدا نفر كريم من الحافظين لفقه الأمة عن وعى وعلم وإدراك، قد يكونون فى أغلب أحوالهم ذوي علم ولكنهم ليسوا من العلماء في شئ كما يدّعي الكثيرون منهم بل هم فيي أحسن حالاتهم طلبة نجباء وَعَوّا دروسهم وباتوا يرددونها دون أي إضافة مفيدة أو نقد بنّاء أو أسلوب إيجابي فعَّال مما يميز عادة العالِم عن غيره من سائر عامة الدعاة وأهل الإرشاد. وفي زمن الإبتلاء هذا نجد هناك كثير من الناس من يفزع من واقع الزمن الحالي ومنهم من يحتار ومنهم من يرضى عن وعي وإدراك إن هذا من قدر الله للبشرية فى عبورها المرحلي الدقيق على طريق الحق. فتدافع الحضارات أمر حق من حال إلى حال ومن مآل إلى مآل. مثل هذه الحالة المرحلية تستوجب عادة تسارع وتيرة التغيير مما يلقى بظلال أخرى على مسيرة وحال البلاد والعباد. تسارع وتيرة التغيير ينتظم الناس عادة فى فريقين متباينين: فريق مستسلم لواقعه ويحاول الحفاظ على الوضع الراهن المستقر وهؤلاء فى أسوأ الأحوال يكونون عقبة فى سبيل التغيير ولكنهم فى ذات الوقت وفي أحسن الأحوال يكونون من عوامل إثراء الفكر بإضفائهم طابع الجدل على المناخ الثقافي. وفريق آخر في المقابل أكثر إيجابية وتفهما وذو روح تقدمية متطلعة قد يضيق بالوضع الراهن وينشد حالاً أحسن وأوضاعاً أكثر تميزاً فيكونون حينئذ من العوامل الإيجابية للتغيير ‘Change Agents’ التي على يدها تسير الحياة والحضارة إلى الأمام. والمسلم الواعي يرى في هذه الإبتلاءات دائما مجالا للترقى بالفكر ويستشعر الغرض الأسمى من الوجود ويتبيّن الدرب الصحيح. الآن نستشرف مدَّا حضاريا جديدا وللخوض فيه لا بد لنا أولا أن نبدأ في احتضان المستقبل قبل تفنيد الماضي والالتفات الكلي لمعطيات المستقبل سواء تلك الكامنة فى غور التاريخ أوتلك التى يتضمنها حراك الحاضر. بالإضافة إلى ماتفرزه ديناميكية العقل ونشاطه وتطلعاته.