10 سبتمبر 2025

تسجيل

بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ

28 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) تواصل الآيات الكريمة ذكر قصة آدم عليه السلام ، متوقفة أمام مشهد أسس للصراع بين الخير والشر ، بين الإنسان والشيطان ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ) لقد أمروا بالسجود له ( عليه السلام ) على وجه التحية والتكرمة تعظيما له واعترافا بفضله وأداء لحق التعليم واعتذارا عما وقع منهم في شأنه , وقيل أمروا بالسجود له تعالى , وإنما كان آدم قبلة لسجودهم تفخيما لشأنه أو سببا لوجوبه , فكأنه تعالى لما برأه أنموذجا للمبدعات كلها ونسخة منطوية على تعلق العالم الروحاني بالعالم الجسماني وامتزاجهما على نمط بديع أمرهم بالسجود له تعالى لما عاينوا من عظيم قدرته ( فسجدوا ) وكان أن أول من سجد جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم عزرائيل ثم سائر الملائكة (عليهم السلام ) ( إلا إبليس ) استثناء متصلا حيث كان مغمورا بألوف من الملائكة متصفا بصفاتهم فغلبوا عليه ( أبى واستكبر ) الاستثناء لم يكن للتردد أو للتأمل و الإباء ، الامتناع بالاختيار والتكبر أن يرى نفسه أكبر من غيره اي امتنع عما أمر به من أن يعظمه ( وكان من الكافرين ) علم الله تعالى من كفرة الجن ما ارتكبه على ما أفصح عنه قوله تعالى "الجن ففسق عن أمر ربه "، بالسجود لآدم عليه السلام والأفضل لا يحسن أن يؤمر بالخضوع للفضول .( وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة ) و اسكن من السكنى وهو اللبث ، واختلف في وقت خلق زوجه فذكر السدى عن ابن مسعود أن الله أخرج إبليس من الجنة وأسكنها آدم ثم أخذ ضلعا من جانبه ووضع مكانه لحما وخلق حواء منه فلما قال ولم خلقت قالت لتسكن إلي ، وروى بعث الله تعالى جندا من الملائكة فحملوا آدم وحواء على سرير من ذهب كما يحمل الملوك ولباسهما النور حتى أدخلوهما الجنة ، ( وكلا منها ) من ثمارها إليهما تعميما للتشريف والترفيه والمبالغه في إزالة العلل والأعذار ( رغدا ) أكلا واسعا رافها ( حيث شئتما ) مكان أردتما منها الأكل منها على وجه التوسعة المزيحه للعلل ( ولا تقربا هذه الشجرة) أى هذه الحاضرة من الشجرة أى لا تأكلا منها وإنما علق النهى بالقربان منها مبالغة في تحريم الأكل ووجوب الاجتناب عنه والمراد بها الحنطة أو العنبة أو التينة , وقيل هى شجرة من أكل منها أحدث ( فتكونا من الظالمين ) فالقرب أى الأكل منها سبب لكونهما من الظالمين أى الذين ظلموا أنفسهم بارتكاب المعصية أو نقصوا حظوظهم بمباشرة ما يخل بالكرامة والنعيم أو تعدوا حدود الله تعالى .( فأزلهما الشيطان عنها ) أي حملهما على الزلة بسببها , أو أزلهما عن الجنة بمعنى أذهبهما وأبعدهما عنها , وهذه الآيات مشعرة بأنه عليه السلام لم يؤمر بسكنى الجنة على وجه الخلود , بل على وجه التكرمة والتشريف , لما قلد من خلافة الأرض إلى حين البعث إليها , واختلف في كيفية توصله إليهما بعدما قيل له أخرج منها فإنك رجيم , فقيل : إنه إنما منع من الدخول على وجه التكرمة كما يدخلها الملائكة عليهم السلام , ولم يمنع من الدخول للوسوسة ابتلاء لآدم وحواء , وقيل قام عند الباب فناداهما ( فأخرجهما مما كانا فيه ) أى من الجنة للإيذان بفخامتها وجلالتها وملابستهما له , أى من المكان العظيم الذي كانا مستقرين فيه , أو من الكرامة والنعيم , ( وقلنا اهبطوا ) الخطاب لآدم وحواء عليهما السلام بدليل قوله تعالى – قال اهبطا منها جميعا – وقيل لهما وللحية وإبليس على أنه أخرج منها ثانية بعدما كان يدخلها للوسوسة , أو مسارقة أو اهبط من السماء( بعضكم لبعض عدو)أي متعادين يبغي بعضكم على بعض بتضليله ( ولكم في الأرض ) التي هي محل الإهباط والاستقرار ( مستقر ) أى استقرار أو موضع استقرار ( ومتاع ) أي تمتع بالعيش وانتفاع به ( إلى حين ) هو حين الموت .