29 أكتوبر 2025

تسجيل

هيبة قناة الجزيرة العالمية

28 يونيو 2015

لو تم الاستفتاء على أكبر وأضخم مشروع عربي عمل على نقلة نوعية في الطرح والتفكير في العقدين الأخيرين لكان دون منافس مشروع قناة الجزيرة، قناة عملت على طرح الآراء التي كانت تُطرح من جانب واحد فقط، وأرغمت المشاهد العربي على تقبل الآراء الأخرى، وكان لشعارها غير المعهود في المنطقة أثر وميزة للقناة ومتابعيها ومشاهديها، فشعار القناة المعروف منذ بداية بثها "الرأي والرأي الآخر" كان حاضرا بقوة في جميع القضايا والأخبار المطروحة على شاشتها.أصبحت القناة مصدر إحراج لكثير من الدول التي تدعي الديمقراطية والشفافية على مستوى العالم، خاصة أمريكا التي كشفت الأيام أن رئيسها السابق جورج بوش الابن حاول قصفها، بل قام فعلا بقصف مكاتبها في كل من أفغانستان والعراق، واستشهد الكثير من منتسبيها وأعتقل الآخرين، دون أن يؤثر ذلك في نهجها وسياستها التحريرية، بل على العكس كان لوضوحها وحياديتها والاتهامات التي تواجهها من جميع الأضداد دافعا قويا وتحديا لتكون في المقدمة وتسير نحو الأمام دون الإلتفات للكثير من الأقاويل والمهاترات التي تحاول بعض الأنظمة والجهات أن تجر قناة الجزيرة إليها.ولعل ما حدث مؤخرا من محاولة اعتقال مقدم البرامج في القناة أحمد منصور في العاصمة الألمانية برلين يُثبت أن الجزيرة أصبحت مؤثرة في الرأي العام العالمي وبقوة، بل أصبح تأثيرها يتجاوز دولا ويؤثر في قرارات دول أخرى؛ بل ويُجبرها على أن تلتزم بالقانون وترجع إليه حتى لا تتأثر صورتها النمطية وهيبتها القضائية التي وصلت فيها إلى المحك، وما زالت تداعياتها إلى الآن تدور في قبة البرلمان الألماني وهناك الكثير من التساؤلات تُطرح وتبحث عن إجابات حول هذا الموضوع.وأخيرا ومع احترامنا لكل منتسبي قناة الجزيرة وشبكتها العملاقة فالهيبة لم تُصنع لشخصهم الكريم بقدر ما صنعتها القناة والشبكة التي تهتم بكل منتسبيها وتعمل على الوقوف معهم وتساندهم، ولربما كانت الوحيدة التي تدفع وبكل قوة في الدفاع عنهم ومناصرتهم بكل ما تستطيع وبجميع الوسائل المشروعة والقانونية، ولهذا السبب بقي وسيبقى كثيرون من مذيعي ومنتسبي قناة وشبكة الجزيرة معها، ولن يُفكروا في التخلي عنها، فهي الرائدة إعلاميا والمتفوقة تحريريا والمناصرة لقضايا الحق والعدل في كل ما يُطرح على الساحة العربية والدولية؛ حتى وإن حاولت بعض القنوات استمالة بعضهم بالرواتب الضخمة والمغريات الوظيفية فلن يقبلوا، لأنهم يبحثون عن العمل الجاد دون أي تدخل في خط التحرير والسياسة الإعلامية لهم، وبالتالي يكون العمل الإعلامي المحايد والبناء هو الهدف السامي لهم.