11 سبتمبر 2025
تسجيلالقصص في القرآن على ثلاثة أنواع: النوع الأول: قصص الأنبياء، وقد تضمن دعوتهم إلى قومهم، والمعجزات التي أيدهم الله بها، وموقف المعاندين منهم، ومراحل الدعوة وتطورها وعاقبة المؤمنين والمكذبين. كقصة نوح، وإبراهيم، وموسى، وهارون، وعيسى، ومحمد، وغيرهم من الأنبياء والمرسلين، عليهم جميعًا أفضل الصلاة والسلام.النوع الثاني: قَصَص قرآني يتعلق بحوادث غابرة، وأشخاص لم تثبت ثبوتهم، كقصة الذين أخرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت. وطالوت وجالوت، وابني آدم، وأهل الكهف، وذي القرنين، وقارون، وأصحاب السبت، ومريم، وأصحاب الأخدود، وأصحاب الفيل ونحوهم.النوع الثالث: قصص يتعلق بالحوادث التي وقعت في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم كغزوة بدر وأحد في سورة آل عمران، وغزوة حنين وتبوك في التوبة، وغزوة الأحزاب في سورة الأحزاب، والهجرة، والإسراء، ونحو ذلك.ولهذا الاهتمام بهذا التنوع فوائد أجملَ أهل العلم أهمها بقولهم:1- إيضاح أسس الدعوة إلى الله، وبيان أصول الشرائع التي يبعث بها كل نبي:( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون)2- تثبيت قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلوب الأمة المحمدية على دين الله وتقوية ثقة المؤمنين بنصرة الحق وجنده، وخذلان الباطل وأهله:( وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك، وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين ). 3- تصديق الأنبياء السابقين وإحياء ذكراهم وتخليد آثارهم.4- إظهار صدق محمد صلى الله عليه وسلم في دعوته بما أخبر به عن أحوال الماضين عبر القرون والأجيال.5- مقارعته أهل الكتاب بالحجة فيما كتموه من البينات والهدى، وتحديه لهم بما كان في كتبهم قبل التحريف والتبديل، كقوله تعالى:( كل الطعام كان حِلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسة من قبل أن تنزل التوراة، قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين )6- والقصص ضرب من ضروب الأدب، يصغى إليها السامع، وترسخ عبره في النفس:) لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب (7-بيان حكم الله تعالى فيما تضمنته هذه القصص لقوله تعالى:) ولقد جاءهم من الأنبياء ما فيه مزدجر حكمة بالغة فما تغني النذر (8- بيان عدله تعالى بعقوبة المكذبين لقوله تعالى عن المكذبين:) وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك (.9- بيان فضله تعالى بمثوبة المؤمنين لقوله تعالى:) إلا آل لوط نجيناهم بسحر نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر (.10- تسلية النبي صلى الله عليه وسلم عما أصابه من المكذبين له لقوله تعالى:) وإن يكذبوك فقد كَذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير (.11- ترغيب المؤمنين في الإيمان بالثبات عليه والازدياد منه إذ علموا نجاة المؤمنين السابقين وانتصار من أمروا بالجهاد لقوله تعالى:) فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين (.12- تحذير الكافرين من الاستمرار في كفرهم لقوله تعالى:) أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها (.13- إثبات رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فإن أخبار الأمم السابقة لا يعلمها إلا الله عز وجل لقوله تعالى:( تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا (وقوله) ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم )