18 سبتمبر 2025

تسجيل

نقطة جديدة لانطلاقة جديدة

28 يونيو 2014

حين نُركز جيداً؛ لنستحضر أجمل الكلمات القادرة على التعبير عن جملة المشاعر التي تتملكنا مع دخول شهر رمضان الفضيل نخفق؛ لأن ما يتملكنا حينها يكون أعظم من كل الكلمات التي ندركها، وسبق لنا أن أدركناها في حياتنا من قبل، وذلك؛ لأن لحظة الدخول تشهد خروج الكثير منا، وإن لم نخطط لذلك، فكأن طبيعة الشهر تفرض علينا ذلك، وتطالبنا به؛ كي ننعم بأيام يمكن أن تكون نقطة جديدة لانطلاقة جديدة نُغير فيها ما نحن عليه، ونتغير فتتغير من بعدها الحياة، التي من الجيد أن تُصاب بـ (حمى التغيير)، الواجب انتقالها بين الجميع، فما نسعى إليه هو بث الروح المُحبة (للتطوير)، الذي لا يأتي من فراغ ولكنه يعتمد اعتماداً كلياً على التغيير، والحديث عن ذاك الداخل علينا بدخول شهر رمضان الفضيل، الذي ما أن يدخل حتى تتغير ملامح الحياة الصغيرة والكبيرة بكل ما فيها؛ لتصبح أخرى مع الجميع ودون استثناء، وهو ما نشهده من خلال جدول مهامنا اليومية، التي نحرص على تنظيمها؛ لتخصيص المزيد من الوقت للعبادات التي، وعلى قدر ما ستتضاعف فسيتضاعف أجرها، فالمعروف عن هذا الشهر الذي وعدنا الله فيه بأن يُضاعف لنا أجر كل ما سنقوم به؛ ليتسابق الجميع على فعل الخير، والحق أنه وعلى الرغم من روعة نعمة مضاعفة الأجر التي خصنا بها الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر، والتي تتطلب منا كسر عاداتنا السابقة، التي اعتدنا على ممارستها في باقي شهور العام، إلا أن بيننا من لا يُجيد استثمار وقته بالاستفادة من هذه الفرصة العظيمة التي لم تُقدر لغيرنا، وهو ما يمكن أن يكون منه إما لجهله، أو لتجاهله، والحق أن السبب الأول يهون؛ لأن ما يمكن أن يتم تعديل وضعه من خلال التعلم، فيكفي أن نُمده بكيفية فعل ذلك، وهو ما سيكون له عن طريق تنظيم وقته وتوزيع المهام بشكل يسمح له بالقيام بالكثير من العبادات، وهو ما لا يعني أن تلك العبادات لا تكون إلا في رمضان، ولكنها تلك التي سيتضاعف أجرها فيه؛ لذا فإنه ومن الأفضل لو أنه تعلم كيفية استثمار وقته فيه (هذا الشهر)، الذي لا يمدنا إلا بالخيرات المُضاعفة كما سبق لي وأن ذكرت في غرة هذا المقال. إن حاجة هذا الفرد وكل من هم مثله إلى التنظيم ومن ثم توزيع المهام ستوفر له مساحة كافية؛ لخشوع تام سيُدخله على جو روحاني سيُطهر القلوب، التي تحتاج إلى تصفية دائمة فالحقد الذي يمكن أن يشغلها (تلك القلوب) لا حق له بالاستمرار فيها وذلك؛ كي تتمكن من التعبد والتقرب إلى الله كما يجب؛ لذا وحين يكون لها ذلك فإنها ستدرك معنى التسامح، وحين تسامح فستدرك أن لا شيء يستحق منها التفكير والاهتمام به سوى العبادة، التي ستذوب معها كل المصاعب والمتاعب ولن يكون في الدنيا أي شيء يمت لها بصلة أبداً، وهو ما سيساعدنا ـ في المقابل ـ على تحقيق أهداف القائمة الخاصة بنا لهذا الشهر، الذي يجدر بنا تخصيص دقائق منه؛ لتدوين كل الأهداف التي نرغب بتحقيقها فيه، حتى وإن كانت البداية من هذه اللحظة، وذلك؛ لأننا في شهر إنجازات لابد من أن تكون بإذن الله، وستبدأ بهذا الإنجاز البسيط الذي سيكون من خلال تدوين ما سنقوم به خلال شهر رمضان الفضيل.أيها الأحبة: لم نكن لنغفل السبب الثاني الذي يُبرر تجاهل ضرورة استثمار فرصة مضاعفة الأجر في الشهر الفضيل، الذي يكون من البعض وللأسف الشديد؛ لذا فلقد عدنا إليه كي نقول التالي لكل من يقبل به: إن هذا التجاهل الذي يكون منك؛ لصب الاهتمام والتركيز على أمور أخرى سيأخذ من عمرك زمناً لن يعود لك أبداً؛ لذا ركز قليلاً على ضرورة التفكير بحياتك إن مضت بك ووصلت إلى مرحلة لن تفرح بها وسترغب لو أنها تعود بك إلى الوراء قليلاً؛ كي تُعمِّر ما قد دمرته حين سلبت الشهر حقه، وستدرك حجم ما قد ارتكبته من أخطاء لابد وأن تصلحها؛ كي ينصلح حالك بإذن الله.من همسات الزاوية الثالثةالتفكير بالماضي يحرق الحاضر، ويخنق الأمل دوماً، إلا ما كان منك؛ للخروج بخبرة ستفيدك في وقتك الحاضر؛ لذا دعك من الماضي وكل ما كان منك من قبل، وفكر في يومك هذا وبخطة تجعلك فيه أفضل مما كنت عليه في السابق، مما يعني وبكلمات أخرى أن رمضان لهذا العام لا يجدر به أن يكون كأي وقت مضى، فهو بحاجة إلى التغيير الذي لابد منه، وأن ينبع من الداخل، ولابد من أن تدرك معه أن كل ما ستُقدم عليه سيكون لوجه الله، فوحده هذا الإدارك ما سيجعلك تتلذذ بكل ما ستقوم به هذه المرة إن شاء الله. وأخيراً: كل عام وأمة محمد صلى الله عليه وسلم بألف خير، وليتقبل الله منا ومنكم كل الطاعات والعبادات.