13 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر: من قلبٍ كبيرٍ إلى قلبٍ كبير

28 يونيو 2013

عندما يترجل الفارسُ القائدُ وهو في قمة عنفوانه ومجده، ويطلب من فارس شاب امتطاء جواده وتَـوَلِّي القيادة، فإنَّ هذا يدل على كِـبَـرِ نفسه وحكمته، وعلى جدارة الفارس الشاب وأهليته. لسنا بين عهدين، وإنما نبدأ مرحلة جديدة في نفس العهد المشرق الذي بدأ في منتصف تسعينيات القرن الماضي. فثمار الجهود الجبارة لسمو الأمير الوالد نمت في ظلال عمليةٍ شاملةٍ من التغيير والتطوير شارك فيها صاحب السمو الأمير المفدى، وكان له دور كبير اكتسب من خلاله محبة واحترام وتقدير شعبه الوفي. ما أروعَـهُ مثالاً على الحِـسِّ الوطني الكبير الذي يملأ قلب سمو الأمير الوالد، وهو يتنازل عن الحكم لصاحب السمو الأمير. فقد أرسى نموذجاً للقادة العرب في وجوب إفساح المجال لجيلٍ شابٍ يمتلك الكفاءة والخبرة العلمية والعملية. وأثبت للجميع أنه كان رجلاً وقائداً لا هَـمَّ شخصياً له، بل حمل همومَ شعبه واستمع بقلبه لتطلعاته وآماله، فبذل من وقته وصحته الكثير الكثير لهذا الوطن الحبيب وأبنائه، ثم قَـدَّمَ لهم أعظم هديةٍ تمثلت في أمير شاب مثقف متعلم متمرس في العمل السياسي وإدارة شؤون الدولة، يحمل الأمانة ويرعاها كعهدنا به عندما كان ولياً للعهد. عندما نتحدث بفخرٍ فإننا نؤكد على ثقتنا في مستقبلٍ من الازدهار والنماء والمشاركة في بناء الدولة تحت قيادة صاحب السمو الأمير المفدى. فالمجتمع القطري من المجتمعات الشابة، حيث إنَّ معظم أبنائه لم يتجاوزوا الثلاثين من العمر، والشباب القطريون من الجنسين وصلوا إلى مستويات عالية من التخصص العلمي والأدبي، وكثير منهم يمتلكون خبرات عملية كبيرة تؤهِّلهم للانخراط في سوق العمل بقطاعيه العام والخاص، وقيادة العملية التنموية كلٌّ في مجال تخصصه. وهذا يعني أنَّ العنصر البشري متوافرٌ، ويبقى دور التنظيم والتخطيط السليم لاستثمار طاقاته. ونظراً لما نعرفه واعتدناه من سمو الأمير المفدى، فإننا واثقون من نجاح الدولة بوزاراتها وهيئاتها في القيام به على أكمل وجه. نتلفت حولنا في وطننا الحبيب فنرى بصمات سمو الأمير الوالد وسمو الأمير المفدى واضحةً على كل إنجازٍ، ونلمح وجهيهما الكريمين خلف كل المكتسبات، ونسمع صوتيهما يوجِّهان الجميع للبذل والعطاء في سبيل قطر ومكانتها ورفعة شأنها، ونلمس جهودهما الجبارة في سبيل الارتقاء بالوطن والمواطن. لقد كنتَ وستبقى يا سمو الأمير الوالد في قلوبنا، ويكفينا أنك نقلت قطر وشعبها من قلبك الكبير إلى قلبٍ كبير هو قلب صاحب السمو الأمير المفدى.