18 سبتمبر 2025
تسجيلكثير من الناس آتاه رب العِباد المال الكثير الذي يكفي لأجيال مُتعاقبة ولكن؟؟ برغم كل هذه النعم تجد يديه مغلولتين إلى عنقه ولا يعرف للخير طريقا!! يُكدس هذه الأموال في البنوك ويمكن لا يُخرج حتى زكاتها، حسداً منه وجهلاً بحكمة الزكاة ونسي أنه مستأمن عليها من رب العالمين.. ومثل هذه النماذج كثيرة ومعروفة بل هناك عائلات كثيرة تتصف بصفة البخل الشديد والحرص على الدنيا، كأنهُ سوف يُحوِّل هذه الأموال إلى الآخرة ويستثمرها هناك، بينما هو سوف يتركها ربما لأُناس قد لا يذكرونه بخير، أو قد يرتكبون أفعالاً محرمة بهذه الأموال التي حرم نفسه وغيره من الفقراء منها.. وهو مأمور أن يُنفق عليهم في سبيل الله ويتصدق فهو محتاج لِرَيع هذه الصدقات من الحسنات يوم يبحث عن الحسنة لكي تُرجح كفته، فلا يجدها ويقول أرجعوني لكي أعمل صالحاً فيما تركت.. كلا إنها كلمة هو قائلها هيهات هيهات.. ومن الجانب الآخر سوف يَسعد من تصدق وزكى وعمل لذلك اليوم العصيب، يوم تدنو شمس الآخرة من رؤوس الخلائق فيستظل بظل صدقته وما قدمت يداه.. وقد طالعتنا جريدة الشرق السَّباقة في عمل الخير بخبر ليس بغريب على هذه العائلة الكريمة بأن رجل الإحسان المعروف الشيخ (ثاني بن عبدالله) صاحب المبادرات الخيّرة والكثيرة، هذه المبادرة غير المسبوقة بحجمها المالي وأسعدت الكثيرين.. إنها هذه الوقفية للفقراء وقيمتها (14 مليار ريال)!!! والتي سوف يكون لها انعكاس إيجابي على العمل الخيريّ، ونحن نعلم بأن المال عزيز على صاحبه، ولكن المقابل سلعة لا تقدر بثمن.. إنها الجنة ونعيمها والجزاء من جنس العمل.. فهل يقتدي الكثيرون من أصحاب المليارات بهذا الكريم من الذين لم نرَ منهم أي شيء ذا فائدة عاد بالخير على البلاد والعباد، وخاصة أصحاب الوكالات، والشركات، والذهب، والمجوهرات، والمجمعات، ومختلف العقارات، والذين أكلوا الأخضر واليابس، ودائما ما يقولون هل من مزيد ولا يشبعون؟؟!!! هؤلاء الذين لا نرى منهم سوى الأقوال: لأجل الوطن وأهل الوطن!! وهم لم يسهموا بقرش أحمر، طالعين علينا عبر وسائل الإعلام يُطالبون بالمشاريع والأراضي، هذا الذي أفلحتم فيه.. يا أخي خلوا لكم بصمات في المجتمع.. وآخر الكلام حسب ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يوم الجمعة هو سيد الأيام وأعظمها عند الله عزَّ وجل، وهو أعظم من يوم الفطر ويوم الأضحى، وفيه خمس خصال ففيه خُلق سيدنا آدم، وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفاه الله، وفيه ساعة لا يسأل اللهَ العبدُ شيئاً إلا آتاه الله إياه، ما لم يسأل الله حراماً، وفيه تقوم الساعة ما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلا وهو يشفق من يوم الجمعة. [email protected]