11 سبتمبر 2025

تسجيل

لماذا يعزز فوز أردوغان شراكتنا ومصالحنا المشتركة؟

28 مايو 2023

تجري اليوم انتخابات جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة التركية المصيرية والحاسمة. ويحبس الأتراك وكثير من حلفاء وخصوم تركيا أنفاسهم بمتابعة تطورات جولة الإعادة بين الرئيس رجب طيب أردوغان زعيم حزب العدالة والتنمية ضد خصمه كليتشدار أوغلو زعيم حزب "تحالف الأمة". يقود الرئيس رجب طيب أردوغان "تحالف الجمهور" المكون من أربعة أحزب بقيادة حزبه "العدالة والتنمية"-ويواجه منافسه كمال لكليتشدار أوغلو زعيم حزب "الشعب الجمهوري" المكون من ستة أحزاب قومية ووطنية وعلمانية ومحافظة- أظهرت تشققا وانقساما بعد جولة الانتخابات الأولى. وبخطاب اقصائي علماني متوحش معاد للمهاجرين واللاجئين ومستفز للأتراك والمتدنيين. ولا يتضمن برنامج عمل اقتصادي مقنع ومطمئن ينقذ تركيا من الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة. خاصة بعدما أعلن الرئيس أردوغان زيادة الحد الأدنى من الرواتب بنسبة 45% إلى 15 ألف ليرة تركية بدءاً من شهر يوليو القادم وتوفير الغاز للمنازل شهرياً مجاناً وخفض نسبة التضخم. ما يجعل انتخابات الرئاسة التركية بالغة الأهمية ومتابعة بشكل واسع من الأتراك ودول المنطقة وأوروبا وأمريكا-هو التنافس الحاد بين أردوغان وكليتشدار أوغلو الذي أجبر في سابقة الرئيس أردوغان خوض جولة إعادة ثانية للمرة الأولى. في آخر خطابات الرئيس أردوغان حث الناخبين "التصويت بكثافة للنصر العظيم لتركيا"، بينما نصح خصمه كليتشدار أوغلو السياسي العلماني! الناخبين "خافوا الله وأنتم تقترعون"! أمضى الرئيس أردوغان 21 عاماً متوليا مناصب قيادية في النظام السياسي من رئيس بلدية إسطنبول ورئيس وزراء تركيا واستفتاء شعبي لتحويل النظام من نظام برلماني إلى نظام رئاسي. وفاز مرتين في انتخابات الرئاسة، آخرها كان عام 2018. يخوض الرئيس أردوغان أهم انتخابات بحياته السياسية في مأوية الجمهورية التركية للفوز برئاسة ثالثة وقد تكون الأخيرة له. نجح أردوغان بنقل تركيا من لاعب هامشي محدود القدرات، وأكبر طموحه الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي- للاعب إقليمي ودولي بثقل وتأثير، بسبب سياسته المتوازنة بين الشرق والغرب وعضوية تركيا في حلف الناتو منذ عام 1952، ومجموعة العشرين لأكبر اقتصاديات العالم. يترشح الرئيس أردوغان على سجل إنجازاته الحافلة، قادت تركيا لمصاف الدول المؤثرة في القضايا والملفات الإقليمية والدولية، والوساطات لحل النزاعات وتوسيع الاتفاقيات الدفاعية، وتطوير الصناعة العسكرية المتطورة، خاصة في مجال مسيرات بيرقدار التي اثبتت فعاليتها في حروب حلب وليبيا وأذربيجان وفي تصدي أوكرانيا لحرب على روسيا المستمرة منذ 15 شهراً. وبرغم الأزمة الاقتصادية الحادة وتراجع قيمة الليرة التركية وارتفاع التضخم والأسعار وتداعيات كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب شرق تركيا وشمال غرب سوريا في فبراير الماضي وأدوى بحياة أكثر من 50,000 شخص-ونتائج استطلاعات الرأي التي عادة تكون مسيسة، نجح الرئيس أردوغان بمخالفة استطلاعات الرأي التي أكدت بمعظمها تقدم منافسه كليتشدار أوغلو. نجح الرئيس أردوغان في الجولة الأولى بحصد 49.52 % من الأصوات وأكثر من 27 مليون صوت. كما حصد تحالف الجمهور بقيادته وحزبه-العدالة والتنمية 323 مقعداً منها 268 مقعداً لحزب العدالة والتنمية بمفرده-برغم تراجع عدد مقاعد حزبه، من عدد نواب البرلمان التركي 600 عضو. بينما حصد " كليتشدار أوغلو 44.9% من الأصوات وحوالي24.5 مليون صوت وحصد حزبه الشعب الجمهوري 169 مقعداً والحزب الجيد 43-بمجمل 212 مقعداً. وبإعلان سنان دوغان زعيم حزب الأجداد القومي اليميني-حصد أكثر من 5% من الأصوات و2.8 مليون صوت دعم أردوغان. ما يعزز فرص فوز أردوغان بالرئاسة لفترة ثالثة، بينما أعلن حزبي الظفر (النصر) والعدالة الصغيران دعم كليتشدار أوغلو. لكن يؤخذ على المعارضة السداسية التركية، افتقاد برنامج عملها لسياسة داخلية تجمع ولا تفرق وبرنامج اقتصادي قابل للتطبيق وخطاب عنصري مستفز بعلمانية متوحشة للأتراك المحافظين وشعبوي بتكرار خطاب معاد للاجئين يتعهد مبالغاً بطرد 10 ملايين لاجئ سوري، بينما عددهم 3.5 مليون لاجئ! ويتقارب مع نظام الأسد لطرد اللاجئين! باختصار برنامج سياسة خارجية المعارضة إقصائي ويفتقد لرؤية استراتيجية، وموالٍ للغرب! وبعكس إنجازات عقدين من سياسات وتحالفات ومواقف الرئيس أردوغان وحزبه. لا يطمئن برنامج سياسة المعارضة الخارجية الحلفاء الخليجيين والعرب، ولا يعزز ويبني على الشراكات والإنجازات-خاصة بعدما نجح الرئيس أردوغان بجعل تركيا حليفا موثوقا، برز ذلك بدور تركيا في الأزمة الخليجية، بنسج شراكة استراتيجية مع دولة قطر وإرسال آلاف الجنود لقاعدة العديد في الدوحة أثناء الأزمة الخليجية، والمشاركة بتأمين الحماية والأمن في كأس العالم في قطر. وتصفير الخلافات والانفتاح العام الماضي على السعودية والإمارات بخفض مستوى الخلافات والتباين مع السعودية والإمارات، والقيام بزيارات متبادلة بين قيادات الدول الثلاث، واستثمارات عشرات مليارات الدولارات في الاقتصاد والشركات التركية. والمشاركة في التنسيق الأمني مع الكويت وبناء مطار الكويت الدولي الجديد- وشراء الكويت صفقة مسيرات بيرقدار بقيمة 370 مليون دولار. والانفتاح على مصر والتلويج بالحوار مع النظام السوري لإعادة اللاجئين طوعياً وبناء مساكن لهم في الشمال السوري. كما كان لافتاً ومطمئناً ما أكده الرئيس أردوغان بعد فوزه بالجولة الأولى لشبكة CNN، بأن تركيا في حال فوزه سيعزز العلاقات ويعتزم تعزيز العلاقات على مختلف الأصعدة مع الدول العربية والخليجية في فترة رئاسته الثالثة. بحكم خبرته وعلاقاته الشخصية المهمة مع قادة المنطقة. مما يشكل ضمانة للاستقرار والاستمرارية لسياسة ومواقف تركيا. لذلك يشكل فوز الرئيس أردوغان وحزبه وتحالفه الذي يملك أغلبية مريحه في البرلمان للسنوات الخمس القادمة تمكنه من تمرير جميع مشاريع القوانين دون عرقلة واكمال برنامج عمله في الشأن الداخلي والخارجي علامة ثقة على الثبات على النهج للسنوات الخمس القادمة.. تشكل ضمانة للاستقرار والاستمرارية لسياسة ومواقف تركيا. ما يعزز شراكتنا ومصالحنا المشتركة.