17 سبتمبر 2025
تسجيلصار نهجا متعمداً ومكرراً-كلما اقترب الوسطاء والمفاوضون إعلان في بيان مشترك من قادة الولايات المتحد وقطر ومصر يدعو للعودة لمسار المفاوضات في 15 أغسطس الجاري في الدوحة أو القاهرة لسد الثغرات بين الطرفين. وعدم إضاعة مزيد من الوقت وبدون تقديم أعذار من أي طرف لمزيد من التأجيل. لوقف حرب الإبادة الوحشية التي تجاوزت حدود المقبول! يتلاعب نتنياهو كعادته في التعامل مع مطالبات التفاوض لأنه يرفض وقف حرب الإبادة. وفي الوقت الذي وافق على إرسال وفد مفاوض، يباغت نتنياهو الجميع وكعادته يأمر بتوجيه ضربة اغتيال جديدة بمسيرة بعد أقل من 24 ساعة ويغتال قياديا في حركة حماس في صيداء كبرى مدن جنوب لبنان. ما يؤكد أن نتنياهو هو المعرقل الأول لأي مبادرة أو وساطة تهدف لخفض التصعيد والتوصل لحل توافقي ينهي معاناة الفلسطينيين ويوقف حرب الإبادة الدامية في شهرها الحادي عشر! وفي اليوم التالي يصعد بغطاء وشراكة أمريكية مكشوفة وبدعم المتطرفين في ائتلاف حكومة أقصى اليمين بعمليات نوعية سواء بارتكاب مزيد من المجازر باستهداف مدارس ومأوى النازحين وآخرها إبادة أكثر من 100 بقصف مدرسة التابعين في غزة وهم يؤدون صلاة الفجر فجر يوم السبت! وهذا ما قلته وتوقعته في مقابلتي على قناة الجزيرة مساء الجمعة الماضي. تجاوز عدد المجازر 3000 مجزرة منذ تفجر حرب الإبادة على شعب غزة النازح والنازف والجائع، يترافق ذلك بعمليات اغتيال نوعية في دمشق وبيروت وميناء الحُديدة وطهران لشخصيات قيادية من محور المقاومة. تعمد جيش الاحتلال منهجيا بقصف والاعتداء على 13 مركز إيواء للنازحين المدنيين منذ مطلع أغسطس الجاري، ما يشجع نتنياهو والصهاينة على الولوغ بدماء الفلسطينيين. مستقوياً بدعم وتواطؤ إدارة بايدن وتسليحه وتغطيته بدعم من كونغرس الدمى الذي يصفق لجرائمه ومجازره بسلاح أمريكي.. قامت إسرائيل في 30-31 يوليو 2024 بعمليتي اغتيال نوعيتين باغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران وقبلها اغتيال فؤاد شكر قائد العمليات العسكرية في حزب الله في معقل الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية. متجاوزاً خطوط الاشتباك الحمراء على مدى عشرة أشهر. ما يهدد بتوسيع رقعة الحرب كما كانت الخشية منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى والرد الإسرائيلي الوحشي وغير المتوازي. وصولا لارتكاب جرائم حرب إبادة وجرائم حرب ضد الإنسانية. وهو ما كان يحذر منه الكثيرون وعلى رأسهم الرئيس بايدن وإدارته. خاصة بعد استهداف إسرائيل بعملية اليد الطويلة على بعد 1800 كلم منشآت نفطية وكهربائية في ميناء الحديدة في اليمن في 21 يوليو الماضي-رداً على استهداف الحوثيين تل ابيب بمسيرة في اختراق أمني للدفاعات الإسرائيلية قبلها بأسبوع. لا شك أن حسابات نتنياهو الخاطئة تراكم الخسائر باستمرار حرب إبادته الوحشية والعبثية في شهرها الحادي عشر. وباغتيال إسماعيل هنية في طهران ووضع العراقيل والشروط التعجيزية لتعطيل والتوصل لصفقة إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين-كما يطالب الرئيس بايدن منذ أشهر.. تُضاف إلى الاعتداء على قنصلية إيران في دمشق مطلع شهر أبريل الماضي واغتيال القائد العسكري والميداني محمد رضا زاهدي، واغتيال القائد الميداني لحزب الله فؤاد شكر في معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت قبل يوم من اغتيال إسماعيل هنية. ليعوض خسائره بعد فشله بتحقيق أي من أهدافه على مدى عشرة أشهر من حرب استنزاف وبلا أفق. ذلك التصعيد والتطرف دفع حماس بالرد على حرب الإبادة وتعنت ومراوغات وافشال نتنياهو المتعمد للمفاوضات لتقلب الطاولة وتفاجئ وتصفع نتنياهو وتنتخب أكبر صقورها يحيى السنوار رئيسا لحركة حماس الذي يوصف بالمتشدد خليفة لإسماعيل هنية الذي كان يوصف بالبراغماتي صاحب الرأي الفصل والأخير داخل غزة والمفاوضات… كما يصفه بلنكين! والسؤال كيف يؤثر تصعيد إسرائيل وانتخاب السنوار على مفاوضات وقف الحرب؟ خاصة وأن السنوار على قائمة اغتيال إسرائيل منذ سنوات وفشلوا مرات باغتياله ويمثل عقدة لنتنياهو وعصابته. بينما ترى شخصيات مثل عاموس يدلين رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (آمان) الأسبق: «إن إستراتيجية نتنياهو لتحقيق «النصر المطلق» تخدم إستراتيجية إيران بسحق إسرائيل بواسطة حرب استنزاف». وبانتظار شكل وحجم رد محور المقاومة المشترك على عدوان إسرائيل المتكرر ولإعادة فرض معادلة الردع أكثر من الانتقام لاغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر وقصف ميناء الحديدة، تنشط مساعي العودة للمفاوضات بعد شهر من توقفها بسبب تعنت ومماطلة وفرض نتنياهو شروطاً وعراقيل لإجهاض التوصل لوقف الحرب والتوصل لصفقة تبادل الأسرى والمحتجزين. كعادته يستفز نتنياهو الجميع ويغتال بعد يوم من مطالبة بيان أمريكا وقطر ومصر باستئناف المفاوضات-ويغتال سامر الحاج القيادي في حركة حماس في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان! ويرتكب مجزرة وحشية على مدرسة في حي الدرج في غزة. ويستمر بالتصعيد حتى يدفع الطرف الآخر لرفض المشاركة بالمفاوضات التي يزيد في كل جولة مطالبه لتعقيد الحل، ثم يتهم حماس والفصائل الفلسطينية بالتعنت ويحملها المسؤولية بإفشال المفاوضات، بينما الواقع والحقيقة هي العكس تماماً. السؤال المهم إلى متى يتحمل الوسطاء وخاصة الوسيط القطري الذي بذل جهوداً جبارة الاستمرار في وساطتهم التي من الواضح أنها تدور في حلقة مفرغة نتيجة التصعيد وتعنت ونهج نتنياهو وعرقلته المتكررة لإفشال جميع مبادرات الوساطات لخفض التصعيد والتوصل لحل توافقي يُوقف حرب إبادته الدامية ومعاناة ونزف الفلسطينيين في غزة! وفضح بالاسم إسرائيل التي تتعمد نسف المفاوضات! للأسف التصعيد يجر المنطقة لحرب شاملة، ويُفشل وقف حرب إبادة عتاة اليمين المتطرف المهووس بجنون الانتقام وإجهاض مفاوضات السلام، للبقاء في السلطة بتواطؤ الغرب وعجز العرب وفشل لجم نتنياهو وعصابته الفاشية!