10 سبتمبر 2025

تسجيل

حان وقت فضح تعنت نتنياهو وتحالفه لوقف حرب الإبادة

18 أغسطس 2024

ختمت مقالي الأسبوع الماضي في الشرق بالتساؤل «إلى متى يتحمل الوسطاء وخاصة الوسيط القطري الذي يبذل جهوداً جبارة للتوصل لوقف حرب الإبادة، بسبب تصعيد وتعنت نتنياهو بعرقلته المتكررة لإفشال جميع مبادرات الوساطات لخفض التصعيد والتوصل لوقف نزف ومعاناة ومآسي الفلسطينيين في غزة». وحذّرت «التصعيد يُفِشل مفاوضات وقف حرب إبادة عتاة اليمين المتطرف، ويجر المنطقة لحرب شاملة». وكان لافتا تعليق رئيس الوزراء الشيخ محمد بن عبدالرحمن بعد اغتيال إسماعيل هنية: «نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد المقصود ضد المدنيين في غزة في كل مرحلة من مراحل التفاوض، يدفع إلى التساؤل. كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته»؟. في الشهر الحادي عشر من حرب نتنياهو وعتاة اليمين الفاشي-وزير الأمن الداخلي بن غفير الذي دنس باحات المسجد الأقصى في ذكرى دمار المعبدين الأول والثاني المزعوم، مع قطعان المستوطنين يؤدون الصلوات التلمودية-بحماية الشرطة ليكرسوا واقعا جديدا على الأرض بتثبيت حق توزيع المكان والزمان في استفزاز لملياري مسلم-وخرقاً لوصاية إشراف الأوقاف الأردنية على الأماكن المقدسة في القدس المحتلة. الخطورة في حال تصاعد وتفاقم هذا الواقع الكارثي تفجير حرب دينية تترافق مع حرب إبادة الصهاينة بتجاوز حصيلته 40 ألف شهيد و10 آلاف آخرين شهيد قضوا تحت الأنقاض. ما يرفع عدد الشهداء لأكثر من 50 ألفا و100 ألف مصاب. إضافة إلى إبادة أسر بأكملها تم شطبهم من سجل النفوس الرسمي! إضافة لآلاف الأيتام والأرامل في نزوحهم المتكرر ما يعمق أكبر مأساة إنسانية وغير مسبوقة بحجمها وآثارها وتداعياتها. كما تساهم القبضة الحديدية وسياسة القتل والاقتحامات الممنهجة بقتل أكثر من 630 فلسطينيا في الضفة الغربية منذ تفجر طوفان الأقصى. وتعمق سياسات سموترتش وزير المالية المتطرف المسؤول عن تهويد الضفة الغربية ومصادرة أراضي الفلسطينيين ورفض تحويل أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية ما يقوض دورها وقدرتها، بالإضافة لخوضه حرب تطهير عرقي ومصادرة آلاف هكتارات الأراضي وبناء وتوسيع المستوطنات وتغطية وحماية اعتداءات قطعان المستوطنين وحرق منازل وممتلكات ومزارع وسيارات الفلسطينيين في الضفة الغربية باعتداءات يومية وترهيب بغطاء من حكومة نتنياهو. ترتكب قوات الاحتلال قتل وعدوان ممنهج في القدس والضفة الغربة-واعتقال الاحتلال الإسرائيلي تعسفياً وإدارياً وبلا محاكمات حسب احصائيات نادي الأسير الفلسطيني أكثر من 10 آلاف فلسطيني- في الضفة الغربية والقدس المحتلة منذ عملية طوفان الأقصى-بينهم 345 امرأة و700 طفل و94 صحفياً وحتى 15 أغسطس الجاري. في تصعيد خطير ويصرف الأنظار عن جرائمه في حرب منسية يستغلها الاحتلال الإسرائيلي بحرب إبادته على غزة لفرض واقع جديد يضاف لمآسي الصهاينة في غزة. وآخرها اعتداء المستوطنين وإحراق منازل وسيارات وعربات الفلسطينيين على قرية «جيت» في الضفة الغربية-أدت لاستشهاد فلسطيني وإصابات برصاص المستوطنين-انتقد نتنياهو الاعتداء دون ردع وعقوبة المستوطنين. وتهدد أمريكا وأوروبا بفرض عقوبات على المعتدين وليس على إسرائيل التي تغطي جرائمهم! في تبادل فج للأدوار ومسرحيات مفضوحة!. استنكر نتنياهو الأسبوع الماضي مرتين: هجوم المستوطنين المدعومين والمغطين من وزرائه المتطرفين، وحرق وإتلاف وقتل فلسطينيين في الضفة الغربية وتنديده قبل أيام اقتحام مستوطنين مع وزيرين من حكومته لباحات المسجد الأقصى وسط تنديد عربي وإسلامي وحتى انتقادات لا تقدم ولا تؤخر من حكومات أوروبية والولايات المتحدة الأمريكية. اللافت هو تحرك بايدن للجم نتنياهو واستخدام العصى للمرة الأولى بتأكيده «لا ينبغي لأحد في الشرق الأوسط تقويض التوصل لاتفاق وقف أطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن» بينما يستمر نتنياهو بالمراوغة والتظاهر بالتفاوض لوقف إطلاق النار كما يضغط بايدن والمفاوضون وخاصة الوسيط القطري. لكن لا يبدو هناك اختراق حول مبادرة الرئيس بايدن بالانسحاب من المناطق المأهولة في غزة ومعبري نتساريم وفيلادلفيا ومعبر رفح الحدودي وعودة المهجرين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة. ويبذل الرئيس بايدن والوسطاء جهوداً مضنية لمنع تمدد المواجهات لحرب إقليمية- سعّرها نتنياهو باغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران نهاية شهر يوليو، في تعد على سيادة إيران وهز صورة مكانتها وإحراجها مع محورها بصفتها قائدة «محور المقاومة». واغتيال قائد حزب الله الميداني فؤاد شكر في معقل حزب الله في بيروت. وسبق ذلك قصف بيد إسرائيل الطويلة ميناء الحديدة في اليمن منتصف يوليو الماضي. يسطر القلق بانتظار رد إيران وحلفائها على الاعتداءات والاستفزازات المستمرة من نتنياهو ووزرائه المتطرفين. الذين يهددون نتنياهو بالانسحاب واسقاط حكومته في حال صادق على صفقة وقف إطلاق النار مع حماس ويصفون ذلك بالتنازل غير المقبول! وهكذا بات نتنياهو رهينة لليمين المتطرف! لذلك يراوغ ويتحدى بايدن ويضيف شروطا جديدة لجولات التفاوض. وفي المقابل يصعد باستفزازات واعتداءات بارتكاب مجازر-وآخرها المسجد الملحق بمدرسة التابعين- واستشهاد أكثر من100 مصل أثناء صلاة الفجر في غزة، واغتيالات لقيادات في الخارج، في سعي دائم ودؤوب لإفشال المفاوضات. بدأت قبل يومين جولة جديدة من المفاوضات في الدوحة بمشاركة الطرفين الأمريكي دون مشاركة حماس، ويبدو أن الرئيس بايدن يضغط هذه المرة بشكل غير مسبوق ويرفض أن يعمد أي طرف لتقويض مساعي التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في تلميح واضح لنتنياهو. وانتقلت جولة المفاوضات إلى القاهرة وسط تفاؤل حذر بتحقيق اختراق. لكن برغم إصرار وحسن نوايا الوسطاء، ما لم يمارس بايدن ضغوطاً ويفضح عبث نتنياهو ويتهمه علناً بإفشال المفاوضات، ويضغط لتفكك تحالفه، وتدفيعه كلفة تعنته ومماطلاته، سيبقى الدوران في حلقة مفرغة، وتستمر مآسي حرب الإبادة!. نجاح المفاوضات سيوقف حرب الإبادة وينهي عبث وصلف نتنياهو ويمنع حربا إقليمية واسعة وينقذ بايدن إرثه.