14 سبتمبر 2025
تسجيلبرغم انخراط قيادة دولة قطر بدبلوماسية الوساطة وحل النزاعات حتى قبل طوفان الأقصى على غزة في شهرها العاشر، لكن قطر فعّلت وساطتها باجتماعات ماراثونية نجحت في نوفمبر الماضي بتبادل أسرى ومحتجزين بين الطرفين واستمرت المفاوضات لانتزاع اتفاق يوقف الحرب المسعورة والإبادة الممنهجة وتنقلت من القاهرة والدوحة وباريس وروما-برغم تعنت وتعطيل نتنياهو جميع فرص لاتفاق. لكن تصر قطر على وقف الحرب رغم أحلك الظروف، ما يكسب قطر إشادة مستحقة من جميع الأطراف وخاصة الولايات المتحدة. لكن اغتيال إسماعيل هنية في طهران نسف جهود الوساطة وبدد الأمل. وهذا كان جزءا من خطة نتنياهو لتسجيل نقاط وإفشال فرص التوصل لاتفاق يوقف الحرب على مراحل وصفقة تبادل الأسرى! كانت تغريدة معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ملفتة: "إن نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد المقصود ضد المدنيين في غزة في كل مرحلة من مراحل التفاوض، يدفع إلى التساؤل. كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته"؟! كما تميز موقف قطر بوقوفها الإنساني والوجداني باحتضان جثمان إسماعيل هنية في تراب قطر. صلاة الجنازة على جثمان الشهيد-في مسجد الإمام محمد بن عبدالوهاب حضرها الآلاف من المواطنين القطريين والفلسطينيين والعرب وشخصيات رسمية من عدة دول خاصة من إيران وتركيا.. فيما غاب التمثيل العربي وحتى الفلسطيني الرسمي بعدم مشاركة محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية. هذا يؤكد الموقف الإنساني والأخلاقي للقيادة القطرية لذلك تحظى بالإشادة والتقدير لانحيازها للشعوب. واليوم تواجه المنطقة خطرا حقيقيا وسيناريوهات توسع دائرة الحرب بتهور نتنياهو وتهاون بايدن. لتتجاوز الحرب غزة إلى الضفة الغربية والقدس وانضمام حزب الله من جنوب لبنان للمواجهة والإسناد واليمن إغلاق الحوثيين للبحر الأحمر وشل ميناء إيلات عصب إسرائيل على البحر الأحمر وتغيير كبرى شركات النقل العالمي مسار رحلات سفنهم من قناة السويس والبحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح واستهداف إسرائيل بصواريخ باليستية ومسيرات وصلت إلى تل أبيب!! واستدعت رداً انتقاميا إسرائيليا بغارات على ميناء الحديدة على بعد 1800 كلم لتثبت طول ذراعها. وانضمت فصائل عراقية للمواجهة ! ومع تسريبات من إيران والولايات المتحدة عن التحضير لشن رد انتقامي على اغتيال إسماعيل هنية رئيس وزراء فلسطين الأسبق ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة حماس في غرفة نومه في مقر الضيافة المحصن شمال طهران في خرق أمني واستخباراتي وإهانة لكرامة ومعادلة الردع الإيرانية. تآكلت بعد شن الحرس الثوري هجوما غير مسبوق ضد أهداف عسكرية في منتصف أبريل الماضي رداً على اغتيال إسرائيل محمد رضا زاهدي قيادي في الحرس الثوري الإيراني و7 مستشارين عسكريين في القنصلية الإيرانية في دمشق. نقلت صحيفة نيويورك تايمز نتيجة التحقيقات عن أسباب الخرق الأمني تم اعتقال أكثر من 24 ضابطا من أجهزة الأمن والاستخبارات وعسكريين وموظفين في مقر ضيافة كبار الشخصيات يديرها الجيش في طهران-"رداً على الخرق الأمني الكبير والمهين والمحرج"!! للاشتباه بضلوعهم بزرع عبوة ناسفة استهدفت إسماعيل هنية في غرفة الضيافة.. لذلك لا مفر من رد إيراني قوي-بتعليمات من المرشد الأعلى لأن الرد واجبنا وقادم للثأر لاغتيال ضيفنا هنية على أراضينا. ولإعادة معادلة الردع والثقة لدى الإيرانيين وحلفائها في المنطقة! سيكون الرد مختلفا عن رد أبريل-كان هدفه إيصال رسالة عن قدرات إيران العسكرية برغم اسقاط 90% من الصواريخ البالستية والمسيرات قبل وصولها أهدافها من دفاعات أمريكا وبريطانيا وفرنسا والأردن.. لكن هدف الرد الإيراني بمشاركة حلفائها كما لمح حسن نصرالله أمين عام حزب الله بعد اغتيال إسرائيل بشكل مستفز فؤاد شُكر مسؤول العلميات العسكرية في حزب الله تصفه إسرائيل رئيس الأركان الأول بقصف صاروخي داخل معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت-متجاوزة قواعد الاشتباكات والخطوط الحمراء-برغم تحذير أمين عام حزب الله أن تجاوزها يعني تطبيق معادلة بيروت-تل أبيب ومطار بيروت-بمطار بن غوريون-وسيكون الرد حقيقيا ومدروسا ومشتركا ومتعدداً....وبيننا الأيام والليالي والميدان... ونحن أمام معركة كبرى تجاوزت الأمور مسألة الإسناد بعد اغتيال شكر في بيروت واستشهاد إسماعيل هنية في طهران".. وختم اضحكوا قليلا وستبكون كثيراً..". واليوم الترقب وحبس الأنفاس سيد الموقف في المنطقة، ويشمل أيضاً إدارة بايدن التي تسعى لتهدئة وخفض التصعيد، ونتنياهو والإسرائيليون-بانتظار نوعية وشكل وحجم الرد بصواريخ بالستية ومسيرات أو باغتيالات وحتى تدخل حزب الله برياً؟! وتسرب إيران والولايات المتحدة سيناريوهات للضربة، مع حشد قوات واسطول بحري وحاملة طائرات لنكولن قرب سواحل إيران ومدمرات وفرقاطات ومقاتلات وجنود. وبرغم تسريب البيت الأبيض فحوى مكالمة غاضبة، وبخ بايدن نتنياهو على التصعيد وخداعه بلقائهما الأخير في واشنطن بالعمل للتوصل لصفقة خلال أسبوع أو أسبوعين، فإذا بنتنياهو يُبقي بايدن بالظلام ويصعّد ويدفع المنطقة لحافة الانفجار بعمليتي اغتيال نوعيتين، وينسف فرص التوصل لصفقة. وحذر بايدن نتنياهو إذا صعّد مجددا فعليه الا يعتمد على واشنطن لإنقاذه"!! أشك سيكترث نتنياهو بتحذيرات بايدن-لأنه يراه ضعيفاً بعد انسحابه من سباق الرئاسة لمصلحة نائبته. تنقل صحيفة جيروزاليم بوست عن سكاي نيوز عربية عن مصادر استخباراتية غربية-تتوقع رد إيران الانتقامي وحلفائها بين 12 و13 أغسطس تزامنا مع Tisha B’AV-ذكرى أيام حزن وحداد وصوم عند اليهود لتدمير معبدي اليهود الأول والثاني-لإضافة بُعد نفسي للضربة الانتقامية!! بينما تنقل وول ستريت جورنال عن مسؤول أمريكي توقع الضربة قبل نهاية الأسبوع الجاري!! الجميع يترقب وسنرى!