13 ديسمبر 2025
تسجيل(اتصلت عليك ولم تجب) هكذا اجبته عندما ثار ما ان دخل مكتبنا، غاضباً بسبب مشكلة حللتها البارحة.. صرخ: ومن أعطاكِ الأوامر لتتصرفي؟! بل كيف حصل مديرهم على رقمكِ ليتواصل معكِ أنتِ؟! أوشكت ان ارد عليه: لأنك كمسؤول "تداوم" في بيتك اكثر من المكتب. لكنني ألجمت لساني "كالعادة" مقابل هديره الذي بات مزعجاً في السنوات الأخيرة. مضى ما يفوق العشر سنوات اقوم فيها بكل اعماله كمدير إدارة واحياناً اعمال الأقسام المختلفة التابعة له ليس بمفردي فزميلتي كذلك. طبعاً بدون منصب.. بدون مسمى.. بدون أي مقابل إضافي سوى راتبي، مجرد "موظفة" وهو؟! لا يعلم عن تلك الاعمال شيئاً، بل لا يعلم بحدوث مشكلة من اي نوع وكيف حُلت، فقط يرفع السماعة ويسأل: -مدير إدارة(...) اتصل بي، هل هناك شي؟! - مشكلة، وقمنا بحلها. يحضر للعمل يوماً ويغيب اياماً ان لم تكن اسابيع ليطفو مجدداً على السطح بعد غياب طويل المدى وهكذا.. في بداية تلك السنوات، كان الجميع يتصل عليه إلى أن يتكرم ويرد ليتصرف أخيراً.. ثم أصبح الجميع يتصل عليه فإن لم يرد يتصل علي، وكذلك لم يكن لديه اي مشكلة فهم اتصلوا عليه أولاً.. لكن بدأت المشكلات تتفاقم فعلياً عندما بدأ مديرو الادارات الاخرى بالتواصل معنا دون الاتصال عليه.. بل أصبح كل كبير وصغير..موظف ومدير..يعمل او يطير... يتصل علينا مباشرة دون الرجوع إليه ويكتشف الأمر عندما "يداوم" من (عصفورة) صغيرة تغرد له بما يحدث. "استكبرها في حق نفسه"وأشار لها مراراً.. - كيف يتصلون بكِ بدون أن يتصلوا بي أولاً؟! أليس لكِ مدير؟! اصمت.. فواقع الحال يقول "ليس لدي" وواقع اللوائح تقول "لا تردي كي لا تخالفي القوانين فهو ما زال (المدير)" صحيح! كيف يتصلون علي وانا مجرد (موظفة) وهو (المدير)؟! صاح بي أمام جمع غفير من الأشخاص: - لا تتصرفي مستقبلاً إلا بعد الرجوع إلي؟! على الرغم من سوء الأسلوب تماسكت وانا أقول بأدب: - حتى لو كنت غير موجود؟! علا صوته أكثر مهيناً لي أمام موظفين منهم من هو اقدم مني ومنهم من هو أحدث ومنهم من هو مجرد ضيف: - لا تتصرفي في أي شيء إلا بعد الرجوع لي فقط، أتفهمين؟! كدت اقول "صح النوم" لكن تربيتي هي من عقد لساني هذه المرة. وفعلاً تعطل العمل وبعد فترة اتصل مفجوعاً، مغتاظاً: - لماذا العمل متعطل إلى الآن؟! الكل يشتكي، بسرعة أنجزيه! و..و..و.. واخذ يغني على ألحان المصائب التي تراكمت فوق رأسه فأجبته: - أرسلت لك كافة المراسلات عبر بريدك لكنك لم ترد على أي منهم ولم تمنحني الموافقة حتى، وبناء على تعليماتك، لا أستطيع فعل أي شيء الا بعد موافقة رسمية منك. أجاب بسرعة: -نعم نعم موافق بسرعة أنجزي كل شيء. لكنه ناكراً جداً اذا أعطاك اية أوامر شفهيه، فعند المصيبة، مهما كان نوعها سيُنكر كل شيء، بل سيدعي بأنه لم يتم ابلاغه حتى، ((عشرة العمل لديه لسنين هي من علمنا ان هذا هو تصرفه في أصعب المواقف واحلكها)): - بإذن الله، لكن رد بالموافقة على مراسلاتي أولاً. لا لشيء لكنني اريد ان احمي نفسي أيضاً، فغداً سيعاود صراخه ويسألني كيف أتممت العمل الذي أمرني هو به بدون إبلاغه!!!!! (وعجبي!) سيضحي بي فوراً ويجعل مني كبش فدائه "كالعادة" وسيقول بسرعة: - ابداً لم أقله. لم يعجبه اتباعي لأوامره لكنه جاراني فيها "مؤقتاً". بعد انتهائي من العمل بمفردي على اهم حدث في حياة الدولة والذي كان لمقر عملي دور فيه كباقي جهات وافراد الدولة المختلفة فاجأني بمكافأة لم أكن لأتخيلها يوماً في حياتي الماضية ولا حتى المستقبلية. قام بكل جدارة بـــــــ: إحالتي إلى لجنة تأديبية. السبـــــــب: مستهترة وترفض العمل. على الرغم من أن كل ما قام به هو خلال الحدث كان: نائماً في البيت.