13 ديسمبر 2025
تسجيلكان الأمر حلماً صعب المنال، لذا لم أجرب، بل لم أفكر بأن أجازف لأجرب، حتى قالت صديقتي التي تعمل معي في نفس المجال إن (فلان) يعمل بجريدة الشرق، فتدحرج سؤالي تلقائياً: هل يمكن له أن ينشر موضوعي؟! لكنه رد عليها بمنتهى البساطة: أكيد، ولكن لماذا لم تقم هي بإرسال مواضيعها لـ الشرق مباشرة؟ شعرت بأن سؤاله ينطوي على خدعة ما، فكيف أرسل لـ الشرق مباشرة؟ وإن أرسلت.. هل كانت لتنشره؟ مؤكد لديهم قائمة أولويات لستُ أنا من ضمنها، وستُردم بين طيات الزمن فتُنسى. الكثير من الاستنكارات بداخلي، ومع ذلك ألححت بأن يقوم هو بإرسالها علهم ينشرونها بسرعة، وتحت إصراري قامت صديقتي مشكورة بتزويده بنسخة، لأراها تتلألأ على صفحات الشرق في اليوم التالي، كان أول موضوع يُنشر لي على الملأ (ألا ليتهم يعودون) بحرفين فقط. فرحة غامرة؟، سعادة طاغية؟ لا، بل هو مولودي الجديد الذي كُتب له أن يرى النور بعد احتضانه لسنوات طوال، ومن ثم الصمت المطبق، توقفت عن إرسال أي شيء وها قد انقضى الزمن فالعمل والمدارس كانت تأخذ كل يومي ولم يتبق لي أي وقت إضافي للنوم فما بالك بهواية؟ ولكن عندما خذلتني جهة عملي، لوح الوقت لي بيده، ولم لا، لنعيد النشر، لكن هذه المرة ليست عن طريق أحد، بل عن طريق الشرق مباشرة، فأرسلت موضوعي الثاني، ولكنني هذه المرة جرأت أن أكتب اسمي، ما الذي سأخسره فلنجرب، فإن لم يُنشر كما ظننت، سنبحث عمن يسعى لنشره لاحقاً. وفعلاً.. نُشر الموضوع بسرعة، غريبة!! كيف؟! وبدون أي «تدخلات»؟ فلأجرب ثانية، لكنه نُشر أيضاً وثم الذي يليه فالذي يليه، والذي يليه.. حتى يومنا هذا. ما إن أُرسل لهم محتوى حتى أجده يبتسم لي على سطح صفحات الجريدة في نفس الفترة دون تأخير، وفي كل مرة أنتظر ألا يُنشر موضوعي، يتم تأخيره أو عدم النشر حتى إشعار آخر إلا أنني أفاجأ بالعكس تماماً، إذ أجد الشرق تخالفني الرأي دوماً وتنشره. لا يمكنني نسيان مدى تعاون الجريدة، سرعة استجابتها، وروعتها، أو تلك الموظفة الجميلة التي إذا اتصلت تتعامل معي بأسلوب يُخجلني بسبب ذوقها واحترامها، إنهم هناك دائماً، إنهم متاحون دائماً، إنهم يردون دائماً، سواء على البريد أو أي وسيلة تواصل أُخرى، فأنا لا أُرسل إلا وأجد استجابة مذهلة، ولا أكتب إلا وأجد الرد فوراً، ولا أتصل إلا وأجد السماعة تُرفع. لا أدري، لكنني فعلاً لا أعرف كيف أشكر جريدة الشرق أو أوفي حقها، في تلك المعاملة والصدر الرحب لنشر مواضيع الهواة مثلي، نعم قد لا يكون كل موضوع جيدا، ولكن قد يكون هناك موضوع يفتح لنا أبوابا من الآفاق المستحيلة، فعندما تقوم جريدة بهذه البادرة الرائعة عبر فتح باب النشر لمبتدئين أو هواة، فهي تقدم بذلك فرصا عديدة للنجاح أمام أحدنا عله بكلمة قد يجذب الأضواء إليه، فهي فقط تضعنا على طريق المستقبل ولنا الباقي. فشكراً لجريدة الشرق، على الرغم من أن الشكر لا يكفيكِ، كما أن لساني هنا يعجز عن التعبير، ولن تفيني الكلمات حق التقدير. فــــلكِ مني يا جريدة (الشرق) جزيل الشكر، الاحترام والتقدير، لكِ، ولكافة القائمين عليكِ، وإلى هنا تخذلني الأحرف فلا تكفي لرد هذا العرفان والجميل. وأخيراً.. إنها الشرق يا سادة، وها هي تشرق علينا من جديد.