23 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر.. والاستقرار الإقليمي

28 مايو 2021

خلال اتصال هاتفي من سعادة السيد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة، تلقى سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الشكر من بلينكن لدولة قطر على جهودها الكبيرة بشأن التوصل إلى وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وعلى جهودها في إحلال السلام والأمن بالمنطقة، ودورها في المفاوضات الأفغانية. والدور الذي قامت به دولة قطر وتحركاتها الدبلوماسية والسياسية التي انطلقت منذ بداية الأحداث على كافة المستويات مع الشركاء الدوليين وعلى المستوى العربي في ظل رئاستها لمجلس الجامعة العربية في الدورة الحالية، والتنسيق مع الدول المعنية على وجه الخصوص مصر والأردن، هو دور ظلت تلعبه قطر في كل محطات العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، وخصوصا الحروب والتوترات التي شهدها قطاع غزة، حيث كانت فاعلا رئيسيا في التوصل إلى اتفاقيات الهدنة التي أبرمت بين الفصائل الفلسطينية والكيان الإسرائيلي على مر السنوات الماضية. لقد برزت قطر منذ سنوات طويلة كوسيط بارز في النزاعات المختلفة حول العالم، وفي رصيدها إنجازات كبيرة في مجال الوساطة كان لها أثر واضح في إرساء الأمن والسلم الدوليين وفي تعزيز الاستقرار الإقليمي، فقد كانت ولا تزال الوسيط الأبرز في مفاوضات السلام الأفغانية، بعد أن نجحت في إبرام اتفاق سلام تاريخي بين الولايات المتحدة وحركة طالبان.. وفي نزع فتيل التوتر بين أمريكا وإيران في الخليج أكثر من مرة، وفي استئناف العلاقات بين كينيا والصومال، دون أن ننسى رصيدها الكبير في سلام دارفور وفي لبنان وأزمة الرهائن في سوريا والاتفاق بين إريتريا وجيبوتي وغيرها من الوساطات العديدة. إن نجاح جهود الوساطة القطرية، يعود إلى علاقاتها المميزة مع كل الأطراف، وعدم خلط مبادراتها الخيرة بأي نوع من الأجندة سوى الوصول إلى حلول مرضية للأطراف ذات الصلة بالنزاع، فضلا عن سياستها التي تقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتشجيع اللجوء إلى الحلول السلمية للنزاعات.