14 أكتوبر 2025

تسجيل

الإسلام والكهنة المعاصرون

28 مايو 2019

من الحِكَمِ الإلهية، أن سقوط الأصنام يسبقه سقوط كهنة معابدها، وافتضاح أمرهم، فلا يذكرهم الناس إلا متبوعين باللعنات والدعاء عليهم. ونحن لا نذكر جديداً حين نقول إن علماء السلاطين في السعودية هم مجرد كهنةٍ في معبدٍ لدينٍ جديدٍ ظهر في جزيرة العرب بعد أكثر من ألف وأربعمائة عامٍ على تطهيرها من الأوثان والشرك والجاهلية. 1- يرضون الحاكم في معصية الله: نايف العساكر، وهو كاهنٌ مقربٌ من القيادة السعودية، يرتدي لباس العلماء، لم يتورع عن الوقوف في أقدس بقاع الأرض، وقلبه متقيحٌ بالنفاق، وروحه متعفنة بالفجور في الخصومة، ليغرد ضد بلادنا وقيادتها، بدلاً من الدعاء بإصلاح حال المسلمين، كما يجب على كل عالمٍ وإنسانٍ مؤمنٍ يوحِّد الله. فهل يعتقد هذا الكاهن أن الله تعالى لا يعرف سريرته؟ أم يظن أن المسلمين يحترمونه أو يقبلون منه قولاً؟. نقول له: يا كاهن المعبد، إن منازل قطر وسمو أميرها وشعبها هي قلوب الكرام الشرفاء الذين هم الأغلبية العظمى في أمتينا العربية والإسلامية، أما أنت، وبقية الكهنة، وصنمكم، ودينكم الجديد، فمنازلكم هي قلوب القلة الضئيلة من اللئام، ضحلي الثقافة، ذوي النفوس التي يحركها الشيطان والأهواء. يا نايف، أين أصواتكم ودماء المسلمين اليمنيين والليبيين تُراق على أيديكم؟. وأين أنتم من دعاء متصهينيكم بالهزيمة والموت على المسلمين في غزة؟. وأين موقفكم من اعتقال وتعذيب العلماء الصالحين والنساء والمفكرين؟. يا هذا، أنتم الذين إذا أساء الضعيف إساءةً هينةً تواثبتم عليه باسم الله والإسلام، وإذا أعلن الكبار جبروتهم وطغيانهم وظلمهم، قمتم بالصراخ داعين لهم بالتوفيق، مطالبين الناس بالسمع والطاعة، ولن يكفيكم الاغتسال في بحور المغفرة لمحو قطرة دمٍ شاركتم في سفكها. 2- راقصون على ألحان الضلال: ففي كل ضلالة يعلنها صاحب الدين الجديد وأتباعه، نجد كهنة السعودية يتراقصون بحماسةٍ منقطعة النظير على ألحان التطبيل له. فالكاهن عادل الكلباني، لم يهتز لمواجع قلوب المسلمين وهم يرون انتهاك حرمات مكة المكرمة والمدينة المنورة ورسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، لأنه خاف من غضب الحاكم ولم يبالِ بغضب خالق الحاكم. وليته وبقية كبار كهان المملكة صمتوا عن قول كلمة الحق، لكنهم اندفعوا في حمأةٍ مقززةٍ لتأييد الباطل. فأصبح الكلباني أستاذاً في مدرسة الرقص والغناء الشرقيين، وخبيراً في الأغنام بعدما كان، قبل انكشاف حقيقته، ذا مكانةٍ في القلوب. 3- كهنة في هيكل العلمانية: مما يذيب القلب كمداً، أن أعظم ما يخيف السعوديين، اليوم، أن يتم اتهامهم بالإيمان والمداومة على الصلاة في المساجد، لسببين: الأول، أنهم يعلمون جيداً أن الالتزام بأوامر الله، والغيرة على الدين، والنصرة للمسلمين، هي أمور تقود صاحبها إلى السجون والتعذيب، وربما الموت. والثاني، أنهم يرون كبار الكهنة عندهم خانعين، مساهمين، في خطبهم وكتاباتهم وتغريداتهم، بالولوغ في دماء شعوبٍ بأكملها، وأعراض شعوبٍ أخرى، ولا همَّ عندهم إلا نوال رضا ولي الأمر، وعطاياه التي ينعمون بها بينما تضج وسائل التواصل الاجتماعي بشكاوى الفقراء المعدمين من أبناء شعبهم، وعشرات آلاف الخريجين الذين لم تقدم لهم رؤية 2030 إلا وظائف دنيا تبدأ بصبابين قهوة، وتنتهي بعمال نظافة. والأدهى من ذلك، أننا لا نسمع صوتاً للكهنة وهم يرون ويسمعون الهجوم القذر على الإسلام وتاريخه وحضارته في القنوات الفضائية السعودية التي أصبحت مرتعاً لدعاة الإلحاد، وموطناً لناسبي أنفسهم للعلمانية الذين لو استطاعوا لَمنعوا تدريس علوم القرآن الكريم، ولَأحرقوا صحيح البخاري، وجعلوا الحج والعمرة سياحةً دينيةً تخلو من البعد العقائدي الإيماني. يخنس هؤلاء الكهنة، ويصمتون عن رايات الجاهلية التي تخفق في ديارهم، بعد أن كانوا يجلدون الشعوب الإسلامية بفتاواهم حول كفر الذي ينتقد ولي الأمر، ونفاق المستمع للأغاني، وفسوق المرأة التي تسوق السيارة. إنهم يشاركون قيادتهم في سعيها لتحطيم صورة العلماء في نفوس الناس بهدف تحقيق ما تتوهمه من قدرتها على تحطيم الإسلام، ليخلو الجو للصهاينة ومشروعهم، وهو أمرٌ لن يتحقق لها مهما تراقص كهنتها وطبلوا ونافقوا. [email protected]