14 سبتمبر 2025
تسجيللا تخلو الصحف ووسائل التواصل مع بداية كل سنة دراسية من إعلانات تجارية عن عرض الحاجة للدروس الخصوصية من مدرسين ما بين الخبرة والتخصص، وما بين من لا يمتلك مهارات وخبرات تعليمية وتخصصية، وربما ليس له علاقة بالتعليم والدراية بالمناهج، يعرضون خدماتهم بإعطاء دروس خصوصية للطلبة وتلبية احتياجاتهم التعليمية،، إنها مافيا تجارية وظاهرة غير صحية في المجتمع، تستنزف جيوب أولياء الأمور مع بداية السنة الدراسية، نتيجة انتشارها والاعتماد عليها لأبنائهم لتحسين مستوياتهم،، حتى أصبحت ثقافة ملتصقة بالتعليم في المجتمع، واتسع نطاقها لتطال المدارس الحكومية والخاصة، وتقبّل أولياء الأمور اضطراريا، كدعم لتحسين مستوى أبنائهم التعليمي، وينشط دورها قبل الاختبارات الفصلية «مكره أخاك لا بطل» تلك العبارة التي غدت في مجتمعنا التعليمي، دون إيجاد حلول أو تقنين عند صناع القرار لوقف امتدادها، مما خلق مساومة ربحيّة باهظة، وخلق لا مبالاة وعدم التركيز عند الكثير من الطلبة داخل الفصل نتيجة الاعتماد عليها.. كما نسفت بانتشارها رسالة المدارس المستقلة من الجودة التعليمية. كنا نعتقد بعد إحلال المدارس المستقلة كبديل للتعليم النظامي السابق تنتهي تلك المعضلة التعليمية، وتخف وتيرة أولياء الأمور من شكوى الأسعار المرتفعة، التي يصل بعضها أكثر من 400 ريال في الساعة الواحدة وتزيد مع ارتفاع المستوى التعليمي، لكنّنا نعجب فيما نسمع ونرى من الفجور الحاصل في المبالغة واستغلال أولياء الأمور، ووضع الحاجة لأبنائهم في مقصلة الجشع الذي يطالب به المدرس الخاص، كمن يضع أصبعه على الجرح، أليس انتشار تلك الآفة تشويها للتعليم المستحدث ورسالته وإنجازاته من تطوير المناهج والارتقاء بطرق التدريس من الإبداع والتحديث، وجودة المعلم. واعتماد الطالب على نفسه؟!! ألا ندرك أن الدروس الخصوصية والاعتماد عليها تغرس قيم السلبية والاتكالية لدى الطالب والتشتت وعدم التركيز داخل الفصل، وتتناقض مع فلسفة التعليم المستحدث وآلياته التعليمية، ورسالته في تعزيز الابتكار والحوار، أين الكوادر البشرية المؤهلة والمدربة، لإدارة التعليم وتفعيل مناهجه ونظمه،، إذن هناك خلل في العملية التعليمية أدى إلى الاعتماد على الدروس الخصوصية واستفحالها، بالرغم من وجود الحصص الإثرائية داخل المدرسة لتحسين المستوى، وهل هي نتيجة الكثافة في المناهج وتأثير ذلك على دور المعلم من الإتقان، أم الكثافة العددية للطلبة في الفصل الواحد تخلق بيئة غير صحية تفتقد الاستيعاب والتركيز. … إن التصدي لهذه الظاهرة السلبية ملحّ وضروري، ففيها تشويه للنهضة التعليمية، وتتناقض مع فلسفة التعليم الحديث «المبادرة التعليمية» الذي أسيء استخدامها من جانب الممارسين للدروس الخصوصية، بسن قوانين وتشريعات ومتابعة وعقوبات للحد من امتدادها والقضاء عليها، من قبل صناع القرار والمسؤولين بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي. تلك رسالة أنقلها للمسؤولين بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي للمتابعة ووضع حدّ مفصلي لتلك المعضلة التعليمية وانتشارها.