الإعفاء من شنغن.. مؤشر للشراكة القطرية الأوروبية

تحتفظ دولة قطر ودول الاتحاد الأوروبي بعلاقات تاريخية راسخة، وهي علاقات تطورت بفضل الحرص المشترك من الجانبين، والتواصل المستمر والتنسيق على أعلى المستويات، فضلا عن التعاون الاقتصادي الوثيق، حيث يعد الاتحاد الأوروبي ثاني أكبر شريك تجاري لقطر. لقد شهدت السنوات القليلة الماضية تطورا كبيرا في العلاقات حتى وصلت إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، حيث تمكنت قطر من تقوية علاقاتها مع كافة دول الاتحاد في كافة المجالات، وأدت زيارات وجولات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، للعواصم الأوروبية، إلى تعميق التعاون وزيادة قوة العلاقات والوصول بها لأعلى المستويات الإستراتيجية، وهو ما ظهر من خلال العمل المشترك والتعاون في الكثير من الملفات السياسية والاقتصادية، سواء في أفغانستان أو في أوكرانيا أو غيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك. ويعكس إعلان المفوضية الأوروبية رسميا، أمس، إدراج اسم دولة قطر ضمن قائمة الدول التي سيعفى رعاياها من تأشيرة دخول الاتحاد الأوروبي (شنغن)، والتمهيد لبدء سلسلة مفاوضات نهائية رسمية بين دولة قطر والاتحاد الأوروبي بهدف إعفاء مواطني دولة قطر من تأشيرة شنغن، مدى عمق وقوة العلاقات بين الجانبين، ودليلا على التطور الكبير في العلاقات في المجالات كافة. إن هذا التطور الإيجابي الذي يشكل خطوة مهمة في مسيرة العلاقات والذي جاء بعد سنوات من العمل المشترك، يؤكد أن تسهيل إجراءات المواطنين في الخارج يأتي في مقدمة أولويات وزارة الخارجية وجهودها المستمرة لتيسير سفر المواطنين إلى كافة أنحاء العالم، حيث أصبح جواز السفر القطري يتيح لحامله دخول 142 دولة حول العالم بدون تأشيرة مسبقة أو تأشيرة عند الوصول، مما يؤكد المكانة التي تتمتع بها دولة قطر في العالم.