22 سبتمبر 2025
تسجيللعله من قبيل الصدفة أن يخصص منتدى الجزيرة نسخته الثالثة عشرة لبحث الأزمة الخليجية التي رفعت فيها دول الحصار ثلاثة عشر مطلبا اشترطتها لرفع الحصار ورفضتها قطر لتعارضها مع مبادئ السيادة الوطنية حيث كان غلق الجزيرة أحد هذه المطالب الجائرة. وبعد نحو عامين من الأزمة يجمع المراقبون على أن قطر خرجت منها منتصرة وتضررت المنظومة الخليجية وتراجع تأثير الخليج الاستراتيجي بعدما فشل مجلس التعاون الخليجي في إنهاء واحدة من الأزمات التي عصفت به وبددت مناخ الثقة بين بلدان المجلس وفقدت معها أمانة مجلس التعاون مصداقيتها. إن فقدان الثقة وتقطيع أوصال العلاقات الاجتماعية يبقى أبرز ما خلفته الأزمة الخليجية ، فبعد أن كان مجلس التعاون الخليجي مصدرا لأمان دوله تفاجأت الشعوب الخليجية بأن الخطر اندلع من داخل المنظومة ومن مقر دولة الأمانة التي خانت مبادئ تراضت عليها الشعوب وترعرعت عليها الأجيال بالثقة في الجيران والأشقاء، فإذا بثلاث دول من المنظومة الخليجية تبدد ما ترسخ في ذهن المواطن الخليجي ليتم حصار قطر وتجريم من يتعاطف مع المواطن القطري الممنوع من الحج والعمرة والتنقل واستعادة ممتلكاته وممارسة حقه في التعليم والعلاج في أي من دول الحصار لا لشيء إلا لأنه رفض المساس بسيادته الوطنية . وإذا كان غلق الجزيرة أحد المطالب الثلاثة عشر المرفوضة فإن القناة ستبقى منبرا للشعوب وستبقى قطر ساحة للحوار البناء والرأي والرأي الآخر . ووفق ما أكده سعادة الشيخ حمد بن ثامر رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة فإنها ستبقى تراقب نبض هذه المنطقة عن كثب، وتنقل إلى العالم آمال شعوبها بدقة ونزاهة، بعدما أكدت الثورات أن شعوب المنطقة تتمتع بنضج سياسي وتتمسك بالأساليب السلمية الحضارية في المطالبة بحقوقها وأنها مصرة على تحقيق الحرية والتنمية ومكافحة الفساد وبناء مجتمعاتها .