11 سبتمبر 2025

تسجيل

اليوم سنعرف إلى أين ذهبت لمار؟

28 أبريل 2015

لربما تكون لحظات الانتظار المُكللة بكثير من الجهود الحقيقية التي تكون منا لكل هدف نسعى إلى تحقيقه (طويلة ومُرهقة جداً)، إلا أنها ورغم ذلك تظل تلك الرائعة بحكم ما نعيشه معها من لهفة تجعلنا نترقب وبكل شوق ما هو أروع منها ألا وهو: بلوغ الهدف ذاته، الذي نعيش به ومن أجله؛ لذا ومتى حانت لحظة الحصاد شعرنا بنشوة (الفوز الحقيقي)، الذي يعوضنا عن كل التعب الذي أدركناه من قبل، والحق أن كل ما قد سبق هو تماماً ما قد سبق لي وأن مررت به بشكل خاص، ومر به كل من قرر المشاركة في مهرجان الدوحة المسرحي لهذا العام بشكل عام، حيث شُحذت الهمم منذ تلك اللحظة التي ختمنا بها ذات المهرجان العام المنصرم، وبدأنا بالتحضير للنسخة التالية منه، والتي انطلقت فعالياتها يوم الخميس الماضي، بحفل افتتاح شهد تكريماً للكثير من الأسماء العملاقة التي تركت بصمة جلية على جبين المسرح القطري والخليجي، منهم الفنان الكبير عبدالرحمن المناعي من قطر، والفنانة سعاد عبدالله من الكويت، والتي كان لي شرف التعامل معها بإجراء ذاك الحوار الذي عبر عن سعادتها بزيارة قطر؛ من أجل التكريم، وكشف لجمهورها المُتابع عن جديدها، وغمرني بالفرحة التي تحققت لي بمجرد أن أنهيت الحوار بنجاح؛ كي ألتفت لمهمتي الأساسية ألا وهي تهيئة نفسي من أجل هدفي الأساسي الذي أعلقه على رقبة المهرجان؛ كي يتباهى به وهو: التفرغ الجاد؛ لمتابعة مسرحيتي (إلى أين ذهبت لمار؟) بشخصيات حية ستعتلي خشبة مسرح قطر الوطني مساء هذا اليوم، وهو ذاك الحلم الذي سيصبح حقيقة نأمل بأن تسطع أمام الجميع، خاصة أن الهدف الذي يسند هذا العمل له قيمة إنسانية عالية جداً ستوجه، تصلح، وتجعل الحياة أفضل بإذن الله تعالى، فالأمر لا يقف عند حد تقديم عرض مسرحي يمنح المتلقي مساحة من الفرجة والمتعة، ولكنه ما يتعدى ذلك؛ كي يصل به إلى مساحات أكبر وأعظم تقدم له لوحة تعكس الحياة بشكل يختلف تماماً عن تلك التي يدركها، وأرجو بأن يدركها كما نريد له فعلاً. لقد شهد المهرجان هذا العام تألق العروض المسرحية التي اعتلت خشبة مسرح قطر الوطني، ومسرح الدراما في الحي الثقافي كتارا، فبلغ التنافس أوجه، وتنوعت الفائدة التي حصدها الجمهور المتلقي وخرج بها، ونأمل بأن يفعل مع ما تبقى من عروض سيحضرها اليوم ويوم غد؛ كي يسدل مهرجان الدوحة المسرحي من بعدها تلك العروض ستاره وتحديداً بعد أن يُعلن النتائج، التي ستتوج الفائز بالعديد من الجوائز المُستَحَقة، التي تحكمها الأفضلية القائمة على ظهر الأكثر جودة، فالوضع هنا يمنح نيشان الفوز للأفضل ولا شيء سواه؛ ولأن الأمر قد بُني على ذلك فإنه ما سيبث بعض الأمان، الذي ولربما سيقل متى هرولت عقارب الساعة نحو الموعد المنتظر، والذي وبقدر ما أشعر معه بالسعادة أشعر معه بالخوف أيضاً، ولكنه ذاك الخوف (المطلوب)؛ كي نتقدم معه بأفضل ما لدينا، فهو ذاك الذي يعمل كالوقود الذي تحتاج إليه العربة؛ كي تسير بنا حيث نريد، وهو الأمر ذاته مع هذا الوضع الذي أعيشه، وسينتهي؛ ليصبح من الذكريات الجميلة التي ستدونها حياتي على صفحتها إن شاء الله، وهو ما أتمناه أيضاً للجميع. إن الجودة التي أدركها الجمهور المتلقي من خلال العروض المختلفة المُشاركة في المهرجان ما هي إلا نتيجة حتمية للظاهرة الصحية المعروفة بزيادة عدد الفرق التي أَثرَت الحركة المسرحية، وأَثَرَت على قوامها على نحو إيجابي سمح لها بتلك الخطوات الصحيحة التي وجهتها نحو النجاح الذي يرجوه كل من تقدم بأفضل ما لديه؛ كي يكتسبه، وفَجره كطاقات عظيمة على الخشبة، سيذكرها الزمن للأجيال القادمة، التي وحين تعود بخطواتها إلى الوراء؛ بحثاً عن روائع المسرح القطري فستقف هنا على ظهر صفحة مهرجان الدوحة المسرحي لعام 2015 وبكل فخر إن شاء الله؛ لتدرك الجهود العظيمة التي بُذلت، وتعتمدها كمصدر إلهام تستعين به كلما فكرت بمد المسرح القطري بإبداعات جديدة.وماذا بعد؟ إن العرض الذي سنتقدم به اليوم هو ثمرة الجهود التي بذلناها، وبدأت مني حين أنهيت كتابة النص المسرحي (إلى أين ذهبت لمار؟) ثم تابعها المخرج الفنان محمد البلم، الذي لقف ذاك المنتج الأدبي وأخرجه برؤية إخراجية سيتعرف عليها المتلقي مساء هذا اليوم خلال ساعة من الزمن ستختزل كل تلك الجهود التي سبق لنا وأن بذلناها وكلنا أمل بأن يصل مضمون العمل كما نريد، وعليه لا يسعني سوى أن أختم بتوجيه خالص شكري وصادق تقديري لكل من شاركني بهذا العمل وأسهم بإنجاحه بل وحرص على فعل ذلك فعلاً.حقيقة لن أخفيها بتاتاً رغم أن الكتابة هي اللعبة التي تُجيدها أناملي منذ الصغر -والحمدلله- إلا أن الوضع قد اختلف تماماً حين بلغت هذه المرحلة، التي تفصلني عن أهم أحداث حياتي لهذا العام، والحديث عن عرض مسرحية (إلى أين ذهبت لمار؟)، التي أشعر أنها تستحق مني مجلدات؛ كي أعبر عن عظيم ما أكنه في أعماقي لها، ولكني وفي المقابل أشعر بضرورة التوقف هنا، حيث ستكون أمنيتي الصادقة بالنجاح والتألق لي ولفريق العمل، ولكل مجتهد (اللهم آمين)، وأخيراً وبما أن الكلمات قد بدأت تفر مني، فهي نقطة النهاية التي أرجو معها التوفيق للجميع.