12 ديسمبر 2025

تسجيل

فقاعتك.. أمانك!

28 مارس 2021

من كان يتخيل أنه سيأتي علينا يوم نفكر فيه أننا نعيش بنظام الفقاعة الآمنة، والتي صرحت بها وزارة الصحة مؤخراً، والتي تعني المحافظة على الالتقاء مع نفس المجموعة بشكل متكرر ولا تختلط مع أشخاص خارج الفقاعة قدر الإمكان، وذلك لمحاصرة فيروس كورونا من الانتشار، خاصة أننا في مرحلة حرجة، حيث تتزايد أعداد المصابين خاصة بالسلالات الجديدة والمتحورة من الفيروس، والتي تُعتبر أشد فتكاً بالإنسان وأسرع في الانتشار، وما يثبت ذلك ارتفاع أعداد الإصابات اليومية، ونسأل الله الشفاء لكل المرضى، وأن يبعد عنا هذا الفيروس. المتأمل في القرارات الأخيرة التي صرحت بها وزارة الصحة والتي تفرض قيودا على أنشطة كثيرة للحد من انتشار الفيروس، يرى أن بعض القرارات صائبة وفي محلها مثل منع حفلات الزواج، والتي عادة ما يكون الاختلاط بها كبيراً، وتخفيض الطاقات الاستيعابية للمطاعم والمولات وغيرها والمحافظة على الفقاعة التي يجب أن تتكون من نفس الناس، ولكن أعتقد أن بعض القرارات الاخرى لم تضع في حسبانها قرار الفقاعة، فمثلاً ذهاب الطلاب للمدارس يُعتبر خروجا من الفقاعة، والالتقاء بطلاب آخرين وكادر تعليمي لا نعلم مدى اختلاطه بالآخرين فعندما يعود الطالب إلى فقاعته في البيت قد يحمل الفيروس لأهل بيته!. كما أن الطلاب الأطفال وإن كان حضورهم 30% فيمكن أن يتسبب طالب واحد أو أكثر بنقل المرض لعائلته ومن ثم افراد العائلة لزملائهم بالعمل، ولا يمكن السيطرة حينها على المرض، خاصة وأن الأطفال ومهما كانوا ملتزمين بالكمامة والتعقيم إلا أنه لا يمكن السيطرة على تصرفاتهم، والأسطح التي يلمسونها والتي قد تكون مليئة بالفيروسات!. أحد القرارات يخص إغلاق النوادي الرياضية التي يُقبل عليها الكبار والذين قد يكونون مسؤولين أكثر عن تصرفاتهم، وبإمكانهم التحكم في غسل اليدين وعدم ملامسة الوجه وترك مسافة آمنة مع الاخرين، فالمنطق أن يجلس الصغار في البيت، لأنهم غير قادرين على التحكم في تصرفاتهم، وأن تظل النوادي مفتوحة ولو بطاقة استيعابية أقل!. القرارات المتنوعة الأخيرة وتحديد عدد التجمع بخمسة أشخاص، أصاب الذين تلقوا اللقاح بالإحباط، فالكثير أقبل على التطعيم ليكون أكثر حرية في حركته، وليكون له امتيازات كإلغاء الحجر عند العودة من السفر، فكان من الأولى خص المطعمين بامتيازات مثل التجمعات العائلية أو مع الأصدقاء، السماح بدخول المطعمين فقط للنوادي والمجمعات التجارية وغيرها، مما قد يُحفز البقية ممن لم يتلقوا اللقاح أن يُقبلوا على التطعيم، ولكن ردة فعل الكثير كانت عكسية، ونرى عزوفاً وإصراراً أكثر على عدم تلقي اللقاح بعد القرارات الاخيرة، خاصة وأن البعض لديهم شكوك حول اللقاح وبعد إصابة البعض بفيروس كورونا ودخوله العناية المركزة رغم تلقي جرعتي التطعيم!. التجمعات في مقر الأعمال أيضاً تعتبر خروجا من الفقاعة وإن كان عدد الاشخاص في الاجتماعات قليلا ولكن في النهاية الموظفون يختلطون ببعضهم وبالمراجعين، وبذلك لا يمكن السيطرة على انتشار الفيروس!. الفعاليات الثقافية والرياضية وغيرها التي أقيمت مؤخراً أو التي ستقام أيضاً احد أسباب انتشار الفيروس، فاختلاط الناس ببعضهم وعمال شركات الخدمات لتلك الفعاليات سبب لانتشار العدوى فلو شخص واحد فقط حامل للفيروس قد يصاب الجميع به!. تجربة العام الماضي وإن كانت حازمة وصعبة على المجتمع إلا أنها ساهمت بتقليل الأعداد بعد تحويل الدراسة والاعمال عن بُعد، ومع وجود اللقاحات الآن أعتقد ستكون عملية أكثر، إذا تم إعطاء امتيازات للمطعمين وإمكانية مخالطتهم لبعض مع اخذ الاحتياطات اللازمة، وإلا سنرى تردداً وعزوفاً عن التطعيم في الفترة القادمة ولن يخدم ذلك الخطة الإستراتيجية!. ‏[email protected] ‏@amalabdulmalik