23 سبتمبر 2025

تسجيل

تقدم مستمر لسلام أفغانستان

28 مارس 2020

التقدم المحرز في مفاوضات السلام الخاصة بأفغانستان سواء بين الحكومة وحركة طالبان، أو بين المكونات الأفغانية المختلفة، يرجع بالأساس إلى اتفاقية الدوحة التي مهدت الطريق لإحداث سلام شامل في هذا البلد المنهك جراء الحرب لسنوات طويلة. وجاء إعلان الحكومة الأفغانية أمس وفد التفاوض مع حركة طالبان كاستكمال للجهود التي توجها اتفاق السلام في الدوحة. وهذه الجولة من المفاوضات بلا شك انطلاقة مهمة نحو الاستقرار، كونها كسرت جمودا طويلا بين الحكومة وحركة طالبان آخذة في الاعتبار مصلحة البلاد العليا. لقد بذلت قطر جهودا كبيرة من أجل احلال السلام في أفغانستان سواء بين الولايات المتحدة وطالبان، أو مفاوضات الحوار الأفغاني الداخلي، والتمهيد للمفاوضات بين طالبان والحكومة الافغانية. فقد تعهدت حركة طالبان ببدء محادثات مع الحكومة وبحث اتفاق وقف اطلاق نار محتمل بما يمهد الطريق للسلام الأعم في البلاد. وكبادرة لحسن النوايا والجدية في اتمام هذا المضمار الطويل، فقد أعلن الجانبان مؤخرا موافقتهما على بدء الافراج عن المعتقلين والسجناء خلال الشهر الجاري. فوفق اتفاق الدوحة سيتم اطلاق سراح 5 آلاف أسير من طالبان مقابل الافراج عن ألف من عناصر قوات الأمن الأفغانية المعتقلين لدى طالبان. ومع تفشي فيروس كورونا في البلاد، لا شك أن التوصل لاتفاق بين الحكومة وحركة طالبان سيخدم كثيرا جهود مكافحة الوباء، كما أنه سيخدم عودة اللاجئين الأفغان من كل مكان. ووفق البيانات الرسمية تجاوزت الإصابات في أفغانستان أكثر من 80 مصابا، في ظل أوضاع صحية لا تبشر بإمكانية السيطرة على الوباء في ظل تلك الأوضاع. طريق السلام أضحى ضروريا في أفغانستان رغم أنه طريق شاق. ولذلك تقوم الدوحة بتذليل كافة العقبات من أجل احلال السلام والاستقرار، وهذه الجهود نابعة من إيمانها الراسخ بأن الحوار هو السبيل الوحيد لحل النزاعات وإحلال السلام. قطر مستمرة في دفع كافة الأطراف لإنجاز السلام التاريخي على غرار ما حدث مؤخرا بين الولايات المتحدة وطالبان، بما يتوافق مع دورها وواجبها الأخلاقي الذي يستهدف سلام الشعوب وتقدمها، وهو دور محل إشادة من المجتمع الدولي.