21 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر لاعب أساسي لصنع سلام العالم

28 مارس 2018

يشكل إرساء ودعم السلام العالمي واحدا من أهم وأبرز مرتكزات السياسة الخارجية القطرية ؛وفي سبيل ذلك لم تدخر الدوحة جهدا لإطفاء حرائق النقاط الملتهبة في العالم سواء في الإقليم العربي أو خارجه؛ الأمر الذي جعل سياساتها تحظى بتقدير الأسرة الدولية؛ التي طالما أثنت على توجهات قطر. إن إطلالة سريعة لتلك الجهود القطرية نجدها ماثلة تتحدث عن نفسها ؛ففي لبنان وبالتحديد عام 2008 لا ينسى المراقبون وقفة قطر بكل المسؤولية القومية لاحتواء الأزمة الداخلية عبراستضافة مؤتمر الحوار الوطني الذي أنتج اتفاقاً سياسياً على انتخاب رئيس للجمهوريّة وتشكيل حكومة وحدة وطنيّة لتنقذ لبنان من أتون حرب أهلية كانت وشيكة؛ وذات الشيء فعلته مع فصائل إقليم دارفور الذي ظل مشتعلا لسنوات ؛حيث نجحت الوساطة القطرية في وضع اتفاق سلام الإقليم؛وعلى الحدود الصومالية الجيبوتية التي نجحت جهود الوساطة القطرية في احتواء خلافاتها وأعادت إليها الهدوء. وخارج الإقليم نرصد مشاركة قطر في مؤتمر طشقند الوزاري حول السلام في أفغانستان والذي عقد في العاصمة الأوزبكية أمس. حيث أكدت قطر بلسان السفير الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني المبعوث الخاص لوزير الخارجية لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات على أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة في أفغانستان، ولابد من جلوس الأطراف في حوار مباشر بدون شروط مسبقة. جهود قطر لحل الأزمة الأفغانية انطلقت منذ سنوات؛ ولابد من الإشارة هنا إلى مشاركتها في اجتماع مجموعة الاتصال الدولي المعني بأفغانستان العام الماضي في أوسلو. ومن قبلها افتتاح مكتب لحركة طالبان بالدوحة، لتسهيل عملية الحوار والمفاوضات مع كافة الأطراف المعنيّة في النزاع. ولأن سعى الدبلوماسية القطرية لتحقيق سلام العالم مرتكز أساسي لديها فقد استضافت الدوحة في يناير الماضي اجتماعا للمشاورات الإقليمية حول استدامة السلام، بمشاركة عربية إسلامية، للوصول إلى فهم مشترك وإجماع سياسي بين الدول والأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والمجتمع المدني والقطاع الخاص بشأن العلاقة بين التنمية المستدامة ومنع النزاعات والوساطة وحفظ السلام وحقوق الإنسان. وهكذا تبرهن قطر يوما بعد يوم أنها لاعب أساسي في صناعة السلام؛ ونشر ثقافات الخير والمحبة بين الشعوب.