13 سبتمبر 2025

تسجيل

قطرُ: الحديثُ بلغةِ الـمواقفِ الـمَبدئيةِ

28 مارس 2014

منذ أيامٍ، والدوحةُ تزدانُ بوجودِ قياداتٍ دينيةٍ وسياسيةٍ واقتصاديةٍ وفكريةٍ ورياضيةٍ من سوريا بمناسبةِ الاحتفاليةِ بالذكرى الثالثةِ للثورة السورية. وكان لي شرفُ الالتقاءِ ببعضِـهِـم الذين أثنوا بصدقٍ على مواقفِ بلادِنا الثابتةِ بقيادة سموِّ الأميرِ الـمفدى في دعمِ الشعبِ السوريِّ وثورتِـهِ الـمُحقةِ، على كلِّ الصُّعُدِ، وفي كلِّ المحافلِ. هذه الـمشاعرُ الشريفةُ الصادقةُ دفعتني للنظرِ إلى مجتمعِنا الحيِّ الـمُتجدِّدِ من زاويةِ الفخرِ بأنْ أكونَ مواطناً قطرياً ينتمي لأمتينا العظيمتينِ : العربية والإسلاميةِ .عندما نتابعُ، كإعلاميين. تُدهشُنا هذه الفاعليةُ في تعاطي بلادِنا، بجناحيها الشعبيِّ والرسميِّ، مع القضايا الـمُعاصرةِ لأمتِنا العربيةِ والإسلاميةِ، وبخاصةٍ هذه الروحُ الإنسانيةُ الساميةُ في التجاوبِ معَ أشقائنا السوريين في محنتِـهِـم مع نظامِ الطغيانِ الأسديِّ الذي دمرَ البُنى التحتيةَ لسوريا، وحرمَ أبناءها من التعليمِ، ونأى بهم بعيداً عن دروبِ الـمَدنيةِ والحضارةِ . وأيضاً، يُثلجُ صدورَنا تجاوبُ الجسمِ الرياضيِّ لـمجتمعِنا مع تلك القضايا، كحالِ نادي لخويا الذي سيُنَـظِّـمُ احتفاليةً بمناسبةِ الذكرى الثالثةِ للثورةِ التونسيةِ التي كانتِ الشرارةَ لانطلاقِ ربيعِـنا العربيِّ.قد يظنُّ البعضُ أنَّ ما ذكرناه يأتي في سِـياقِ الدَّعاوى السياسيةِ، لكننا نؤكِّـدُ أنَّ بلادَنا، بقيادتِـها الحكيمةِ ومجتمعِـها الحيِّ، تَـتَـبَـنَّى قضايا أمتِـنا بلا أهدافٍ ولا أغراضٍ مَصلحيةٍ، فهذه القضايا تُكتَـبُ بدماءِ الشعوبِ، وتمنعُنا أخلاقُنا ونشأتُنا في كَـنَفِ مجتمعٍ يقوم بناؤه على مبادئ الإسلامِ الحنيفِ والعروبةِ الأصيلةِ من الـمشاركةِ فيها إلا كمُناصرين للشعوبِ، وساعينَ لحَقْـنِ دماءِ أبنائها، ومساهمينَ في نهضتِها وتَـقَـدُّمِـها. ولَـعلَّ موقفَنا الـمبدئيَّ من أشقائنا في غَزةَ، الذي عَـبَّرَ عنه سموُّ الأميرِ الـمُفدى في أكثرِ من مناسبةٍ، وعَـبْـرَ الدَّعمِ الـمتواصلِ اقتصادياً وسياسياً، خيرُ مثالٍ لقيامِـنا بالواجبِ الـمَفروضِ إسلامياً وعربياً وإنسانياً على كلِّ إنسانٍ حرٍّ شريفٍ .وأعودُ إلى سوريا، التي لا أجدُ كلماتٍ وعباراتٍ تصفُ مأساتَـها، لأدعوَ الـمُختصين في الرياضةِ والاقتصادِ والقانونِ الدَّوليِّ والإعلاميين الرياضيين، و هم كفاءاتٌ تزهو بهم بلادُنا، لوضعِ رؤًى ومخططاتٍ تفصيليةً لدعمِ الحركتينِ التعليميةِ والرياضيةِ في مُجَـمَّعاتِ الشتاتِ القَسريِّ الـمَفروضِ على السوريين، حيثُ إنَّ ذلك سيكونُ مُساهمةً مُتقدِّمَـةً في سعينا للحفاظِ على سوريا كمركزٍ رئيسٍ للنهضةِ العربيةِ، وكساحةٍ لتلاقحِ الحضاراتِ والأديانِ والأعراقِ . وسيخدمُ الـمستقبلَ العربيَّ كلَّـهُ، ويُتيحُ الفرصَ لاستقرارٍ سريعٍ نسبياً في سوريا والمنطقةِ، بعد عاصفةِ الـمحرقةِ الأسديةِ التي لم تزلُ تهبُّ على الشعبِ السوريِّ حاصدةً الأرواحَ وقاتلةً الإنسانَ الذي لم يتأخر يوماً عن الـمُساهمةِ في دعمِ قضايا أمتِـهِ. نُثمِّـنُ عالياً الاحتفاليةَ التي أقامَتْها الجاليةُ السوريةُ بمناسبةِ الذكرى الثالثةِ للثورةِ، واحتفاليةُ نادي لخويا بالذكرى الثالثةِ لانتصارِ الشعبِ التونسيِّ وتَـمَكُّـنِـهِ من بناء دولتِـهِ الحديثةِ الديمقراطيةِ، فهاتانِ احتفاليتانِ تعكسانِ الوجهَ الحضاريَّ لبلادِنا، وترسمانِ ملامحَ الدربِ الإنسانيٍّ لها في ظلِّ قيادةٍ حكيمةٍ زرعتْ مواقفُها الـمبدئيةُ حبَّ قطرَ والقطريين في قلوبِ الأشقاء في العروبة والإسلامِ والإنسانية .