14 سبتمبر 2025
تسجيلاحتفلت بلادنا العزيزة أول أمس بيوم البيئة القطري السنوي الذي يصادف السادس والعشرين من فبراير هذا العام، وأظهر الاحتفال بهذه المناسبة اهتمام الدولة لهذا المفصل الحيوي الذي يزداد الاهتمام به عالميا بين صناع القرار والمنظمات غير الحكومية والخبراء من أجل التصدي لمشاكل البيئة، خاصة أن التنمية البيئية هي إحدى الركائز الأربع التي قامت عليها رؤية قطر الوطنية 2030، وشرعت الدولة منذ سنوات في تنفيذ العديد من المبادرات في مجالات الزراعة والمياه والطاقة النظيفة ومواجهة التلوث وتعزيز كفاءة استخدام الغاز، وإعادة التدوير للمخلفات لضمان تنمية الانسان واستدامة الحياة النظيفة، وجاء هذا الاحتفال بيوم البيئة القطري بعد ان صادقت قطر في العام 1996م على اتفاقية الأمم الاطارية بشأن التغير المناخي، بقصد التذكير بأهمية القضية العالمية بكافة ابعادها. إنجازاتنا البيئية للتغلب على التحديات التي تواجه المجتمع القطري بادرت قيادتنا الحكيمة بانشاء وزارة متخصصة في شؤون البيئة والتغير المناخي، وزودتها لجميع الإمكانيات اللازمة والخبراء المتخصصين في هذا المجال وقبل أيام دشنت هذه الوزارة التي ولدت عملاقة تطبيقا خاصا بها اسمته (بيئة) ليكون منفذا لجميع المعاملات والإجراءات التي تخص البيئة ولتسهيل الوصول الى اداراتها المختلفة، كما أوكلت الدولة لهذه الوزارة العديد من المهام الأساسية للمحافظة على البيئة وحمايتها وضمان جودتها وصون مواردها للأجيال الحالية والقادمة وذلك في اطار تنظيمي فعال، ووضعت الخطط الوطنية في إطار استراتيجي يعكس طموحات الدولة على المدى الطويل لضمان الاستدامة والمحافظة على حياة المجتمع القطري وضمان المرونة الاقتصادية على المدى الطويل. صحراء خضراء وبيئة أفضل ومن المفارقات الجميلة أن يتزامن الاحتفال بـ»يوم البيئة القطري» هذا العام مع إقامة معرض «إكسبو 2023 الدوحة» للبستنة في حديقة البدع تحت شعار «صحراء خضراء...بيئة أفضل»، والذي تستمر فعالياته حتى نهاية شهر مارس المقبل، بمشاركة نحو 80 دولة، واستضافة زوار يتوقع أن يبلغوا 3 ملايين، ويعتبر محور الزراعة الحديثة لمكافحة التصحر أحد أهم المحاور الأربعة التي ارتكز عليها المعرض في فعالياته مما يسهل على الدولة الكثير في مجابهة التحديات البيئية التي تواجهها كثير من دول العالم لخلق بيئة صحية لمجتمع صحي معافى، كما أن أحد هذه التحديات إيجاد حلول ناجعة للقضاء على التلوث الصناعي الحضري، وتزامن أيضا هذا الاحتفال مع انطلاق معرض قطر الزراعي الدولي في دورته الحادية عشرة الذي اختتم امس 27 فبراير 2024م بمشاركة 249 مؤسسة بينها 149 شركة قطرية محلية فضلا عن 100 شركة دولية و106 مزارع محلية وسلط هذا المعرض الضوء على العديد من الابتكارات الحديثة في التقنيات الزراعية والبيئية لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية على المدى البعيد. مواجهة التحديات البيئية تتطلب التحديات الكبرى التي تواجهها قضايا البيئة تكاتف المجتمع الدولي وتوحيد الصفوف وتقديم مبادرات عالمية ومساهمات فاعلة، إذ تقدر الأمم المتحدة، أن البلدان النامية سوف تحتاج إلى ما يصل إلى 387 مليار دولار سنويا لتمكينها من التكيف مع التغيرات الناجمة عن التداعيات القاسية للمناخ، وعليه، فإن «اليوم البيئي» في قطر يضع لبنة مهمة في هذا البناء الدولي، من خلال الجهد المحلي لجذب الأنظار وتشجيع الابتكار في مجالات البستنة ومكافحة التصحر ومواجهة الجفاف، وهذا ما تنتهجه الدولة وتنادي بها في كل فعالياتها وأنشطتها رغم البيئة الصحراوية الصعبة التي تطغى على ارض قطر ولكنها تفوقت على كثير من البلدان في وضع الحلول والمعالجات لكثير من المشاكل البيئية ويكفي أن قيادتنا الرشدية وضعت البيئة احد الركائز الأربعة لرؤية قطر 2030 منذ العام 2010 عندما تم اعداد هذه الرؤية، كما اطلقت وزارة البيئة والتغير المناخي عدة مبادرات دولية ومحلية ومن أحدث هذه المبادرات منصة جودة الهواء للجمهور وما تتمتع به من تكنولوجيا متقدمة تعمل من خلالها حيث تتيح المنصة لكافة افراد المجتمع التعرف على مستوى جودة الهواء بجميع مناطق الدولة من خلال شاشة عرض موجودة ومتاحة على الموقع الالكتروني للوزارة. كسرة أخيرة علينا أن نفخر بأجهزتنا الحكومية التي تواكب متطلبات مجتمعنا وتنفذ برامج حديثة يحتاجها المجتمع ومن هذه القطاعات القطاع البيئي وتكاتف الوزارات الحكومية في إطلاقها مبادرات تنسجم مع السياسات البيئية والاجتماعية ووزارة الصحة العامة التي تعمل على مراقبة العوامل البيئية المسببة للأمراض، ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التي تقوم بتسخير التقنيات الحديثة في خدمة البيئة والاشراف على المدن الذكية التي تلعب دورا محوريا في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030م، ووزارة التربية التي تنفذ برامج تعليمية لتعزيز الوعي البيئي لدى الطلاب، وموانئ قطر التي تقوم بتنظيم حملات لتنظيف الشواطئ والموانىء لخلق بيئة بحرية ساحلية نظيفة.