11 سبتمبر 2025

تسجيل

ارفع واكبس

28 فبراير 2022

دائماً البشر أمرهم غريب عجيب، تجدهم يطبقون قوانينهم من جهة ويتركون تطبيقها من جهات عدة، فقد تُباع سلعة لربما كمالية مثلاً وتشتريها الناس وهي ليست ممنوعة قانونياً ولا شرعياً أو مهربة ويدفع فيها المشتري من حر ماله بالسعر الذي تُحدد به، ويكون البائع ربحان فيها الكثير، أضف إلى ذلك ما يجنيه من أرباح كبيرة من الصيانة وبيع قطع غيارها، وكم يدفع العميل في سبيل ذلك أسعاراً باهظة وهي في ارتفاع دائم دون حسيب أو رقيب لم نر أحداً تدخل في ذلك من أجل المستهلك حتى أصبحت أرباح هذه الشركات كبيرة جداً، حتى أنه في كثير من المرات يقولون إن بعض العاملين في الصيانة يطلبون قطع غيار ليس هناك داع من تبديلها، وتكون صالحة أو أن البعض منهم يسرقونها ويبيعونها في الخارج لربما بدون علم الإدارة لحسابهم الشخصي. وعندما يشتري المستهلك شيئاً ما بحر ماله ولم يجبر أحداً على أن يبيعه بالقوة، ولكن عن طيب خاطر من الطرفين فهو أصبح حراً فيما اشتراه يستخدمه أو يحرقه أو حتى يرميه في البحر فهو حر ليس هناك داع من تقيده بإجراءات لربما تعسفية لا يُجيزها لا القانون السماوي ولا الأرضي، فلقد أحل الله البيع وحرم الربا فهو لم يجبر أحداً ولم يضربه على يده لكي يشتري منه، فمثلاً هناك أُناس كُثر فتحوا شركات أخذوا أراضي كثيرة في المناطق الصناعية بالواسطة أو غير ذلك من أجل أهداف مشاريعهم لكن باعوها بعد فترة بالملايين، ولم تكن هناك مشكلة وباعوا حتى المشاريع ومن ثم صفوا الشركات الوهمية فلم يرهم القانون أو يسمع عنهم!. فـ مئات الشركات فُتحت لمثل هذه الأهداف، وجمع أصحابها الملايين من جراء ذلك وأرقام السيارات مثلاً الثلاثية تم بيعها بثلاثة آلاف ريال في يوم من الأيام ووصلت بعد ذلك مليونا وأكثر بكثير!، وقد يشترى أحد أرضاً بخمسمائة ألف وبعد ذلك يبيعها بالملايين أو يشتري مثلاً هجناً بخمسين ألفاً ويشرك بعضها في السباقات وقد تفوز ويرتفع سعرها بعد ذلك ويعادل عمارة سكنية وهي لو بيع لحمها لربما لم يجد من يشتريه!، وهناك نماذج كثيرة في هذا الخصوص وهي في سياق الأرزاق. وكثير من الشركات تأخذ عربوناً من الزبون مثلاً مائة ألف ريال، ويظل ينتظر سنة أو أكثر وعندما تأتي البضاعة التي طلبها ودفع عربونها تُباع لغيره إذا وجدوا سعراً أكثر ويقولون له هناك مشكلة في المصنع سوف يتأخر التسليم ولديهم قائمة من الأعذار. والمشكلة الجهات المعنية عملت مثل الذي يقول (جامع الحبة ودافق الدبة)، فهل معنى هذا أنهم يريدون أن يحموا المستهلك في هذا الموضوع مع إنه لم يُحم في أشياء عدة؟. [email protected]