19 سبتمبر 2025
تسجيلعادة ما نطلق مصطلح "نار" على الأسعار المرتفعة، لأنها تحرق جيوب المستهلكين وتزعزع ميزانيتهم، وفي الآونة الأخيرة يتصدر موضوع الغلاء المعيشي التجمعات الرجالية أو النسائية، فلم يقتصر ارتفاع الأسعار على العقارات أو تذاكر السفر أو الكماليات كالسابق، بل امتد ليشمل المواد الاستهلاكية والغذائية اليومية، فزيارة للسوبر ماركت أو الجمعية تكلفك حوالي ألف ريال وما فوق في كل مرة، وإذا كنت من المترددين على الجمعية لقضاء احتياجات الأسرة خاصة إذا كانت كبيرة ولديك أبناء، فهذا يعني أن المبلغ مضاعف كل اسبوع، ناهيك عن الاحتياجات الاخرى في المنزل من كهربائي أو نجار أو سبّاك وغيرهم، فطالما أنت وأبناؤك في البيت فهذا يعني أن هناك استخداما واستهلاكا معرضا للنفاذ أو العطل. احتياجات دراسية للابناء ولوازم ضرورية للبيت وربما تعطل السيارات وخدماتها، أجور عمالة المنزل، ورحلات أو طلعات سياحية للعائلة خاصة في الظروف الحالية وعدم النصح بالسفر، فأصبح الكل يبحث عن وجهات لتغيير الجو وقضاء يومين في الفنادق والمنتجعات التي هي أيضاً أسعارها نار، الواجبات الاجتماعية في الزيارات وهدايا الزواج والتخرج والشفاء من المرض وتغيير المسكن والوظيفة وغيرها من المناسبات نار، خاصة وأن البعض يهوى المظاهر فتجده يقدم هدايا فاخرة مما يجبر الطرف الآخر على رد الهدايا بنفس القيمة أو أكثر وكأنها منافسة من يهدي هدية أغلى!. الحفلات التي لا تنتهي وفي كل مرة يجب أن تأخذ معك على الاقل باقة ورد أو علبة شوكولاتة لا يقل سعرها عن 500 ريال، ناهيك عن تنوع الحفلات من حفلة توديع العزوبية إلى ليلة الحناء والزواج والاستقبال بعد الزواج ومن ثم تحديد جندر الجنين إلى احتفالات الميلاد والتخرج من الروضة ومن المدرسة ومن الجامعة والترفيعات العسكرية ومسلسل لا ينتهي من المناسبات التي تتطلب هدايا ومجاملات وتجهيزات ولُبسا وغيره وأسعارها نار وترهق الميزانية!. والتجارة الإلكترونية أضافت إرهاقاً على المستهلكين، فأصبح التسوق سهلاً وسريعاً وبدون حساب، خاصة عندما يكون عن طريق البطاقات الائتمانية، فيتم شراء بضائع بدون هدف ودون لزمة ولكن الملل والتصفح الإلكتروني يدفعان المستهلك للشراء دون تخطيط واحتياج، وقد تكون بعض المواقع الإلكترونية محددة الاسعار ومعتمدة ولكن أكثر أسعار الحسابات الخاصة سواء للمواد الغذائية أو المستلزمات الأخرى غير خاضعة للتدقيق من الجهات الرسمية، وهذا ما يجعل البعض يتلاعب ويرفع الأسعار بشكل جنوني، في حين أن البضائع والأطباق الغذائية قد تكون متواضعة الجودة ولا تستحق قيمتها ووقتها لا يمكن استرجاع المبلغ!. قد يقول قائل ان السوق عرض وطلب وإن البضائع من كل الاسعار متوفرة ويمكن شراء البضائع المتواضعة الصنع والرخيصة، ولكن هذا لا يعني أن تظل الاسعار في ارتفاع دون تحديدها أو الدعوة لتخفيضها، فليست البضائع الوحيدة مرتفعة الاسعار بل حتى المطاعم والكوفيهات مرتفعة الاسعار، وذلك بسبب ارتفاع الأجور وباقي التكاليف، ومن هنا يجب أن نبدأ فعندما تنخفض الاسعار التشغيلية للمشاريع تنخفض أسعار المواد الغذائية المقدمة سواء قهوة أو أكل متنوع وغيره! • لابد من وقفة للحد من الكماليات والمظاهر المُكلفة ووقفة أخرى للتحكم في الأسعار خاصة التجارة الإلكترونية!. [email protected] @amalabdulmalik