23 سبتمبر 2025

تسجيل

سلام أفغانستان

28 فبراير 2021

تجددت الآمال مرة أخرى بعد استئناف المحادثات بين الأطراف الأفغانية، وأظهر الجميع استعداداً كبيراً للتعامل الإيجابي والتحرك إلى الأمام والالتزام بالعملية السياسية، باعتبارها السبيل الوحيد لخروج أفغانستان من نفق الحروب، ووقف إراقة الدماء والتطلع إلى المستقبل الذي يستحقه الشعب الأفغاني. إن هناك حاجة لإجراء مفاوضات ذات مغزى وإرادة سياسية من كل الأطراف للمضي قدما باتجاه الوصول إلى تسوية شاملة تفضي إلى سلام مستدام.. والتحدي الأكبر أمام الأطراف الأفغانية هو أن يحسنوا الإصغاء إلى ما يريده الشعب الأفغاني الذي يتطلع إلى السلام. وفي هذا السياق، لا تدخر قطر جهدا في بذل كل ما يمكن عمله في سبيل تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في أفغانستان، وقد كانت حاضرة في كل الأوقات، دفعاً للعملية السياسية والحوار على طاولة التفاوض بين كل الأطراف ذات الصلة بالقضية الأفغانية، من أجل إنهاء النزاع المستمر في أفغانستان لمصلحة السلام والاستقرار والتنمية، حتى ينعم الشعب الأفغاني بثمار السلام. غير أن المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على عاتق الأطراف الأفغانية وأصحاب المصلحة، من خلال التحلي بروح المسؤولية، واغتنام الفرصة التاريخية التي توفرها مفاوضات الدوحة، حيث ينبغي الاستمرار في العمل على مواصلة بناء الثقة والعمل بجدية للتوصل إلى تسوية سلمية تضمن مشاركة الجميع وبناء دولة المؤسسات واحترام القانون وحقوق الإنسان، وتجنب الشعب الأفغاني الذي يتوق إلى السلام ويتطلع بأمل إلى مستقبل مزدهر، المزيد من سفك الدماء. إن إنهاء 42 عاما من النزاعات المسلحة بأفغانستان، ليس أمرا سهلا بالتأكيد، لكن الظروف الحالية توفر للأطراف الأفغانية فرصة تاريخية لإرساء الاستقرار في أفغانستان ينبغي عدم التفريط فيها لمصلحة الشعب.