قطر وباكستان.. علاقات تاريخية وثيقة

عكست زيارة رئيس وزراء باكستان، إلى قطر أمس، عمق العلاقات القطرية الباكستانية في كافة المستويات، حيث تناولت المباحثات بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، ودولة السيد عمران خان سبل تعزيز العلاقات الثنائية، خاصة في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمارات، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر تجاه القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك. الزيارات المتبادلة بين الدولتين تدفع مستوى العلاقات إلى أعلى المراحل، ففي العام الماضي شهدت العلاقات عدة زيارات رفيعة المستوى، حيث قام صاحب السمو بزيارة إلى باكستان في يونيو الماضي، وقبلها في مايو قام رئيس الوزراء الباكستاني بزيارة إلى الدوحة، وهو ما يضع العلاقات في أوج اهتمام قيادتي البلدين. وتسعى الدولتان إلى تقوية التعاون بكافة القطاعات، وذلك في إطار الحرص المتبادل على العمق الإسلامي الآسيوي، ولذلك نجد أن العلاقات بين الدوحة وإسلام أباد، لها جذور ضاربة في عمق التاريخ، كما أنها تقوم على الثقة والاحترام المتبادلين وعلى المصير والتراث المشتركين، فضلا عن أنها علاقات متعددة الأوجه وتغطي مجالات عديدة، بما في ذلك السياسة والتجارة والدفاع والتبادل الثقافي، يضاف إلى ذلك أن القوى العاملة الباكستانية تساهم في تقدم وتطور قطر وبناء نهضتها الحالية. ونظراً للتطورات الإقليمية، فإن هناك تنسيقاً دائماً بين البلدين في إطار المنظمات والمنتديات الدولية، وتجمعهما الرؤى والأهداف المشتركة بشأن مبادئ السلام والأمن والاستقرار في العالم، ولعل من أبرز تلك المنظمات الأمم المتحدة بمختلف مؤسساتها، ومنظمة التعاون الإسلامي، وحوار التعاون الآسيوي، بما يترجم تطابق المواقف والتوجهات. وعلى صعيد التعاون الثنائي، يرتبط البلدان بلجان مشتركة وعدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تشمل القطاعات السياسية والاقتصادية والتجارية والأمنية، والقانونية والتعليمية والإعلامية والشباب والرياضة، والسياحة، والغاز الطبيعي، والاستثمارات وتجنب الازدواج الضريبي، وفي مجال تبادل المعلومات المتعلقة بغسل الأموال والجريمة ومكافحة تمويل الإرهاب، وغيرها من الاتفاقيات التي تخدم المصالح المشتركة للبلدين، وهو ما جعل باكستان من أهم الشركاء الإقليميين لدولة قطر.