14 سبتمبر 2025

تسجيل

الغيرة بين ما نقبله وما لا يمكن أن نقبله

28 فبراير 2015

تفرض علينا الحياة بين الحين والآخر مواجهة الكثير من الضغوطات، التي نخرج منها وفي نهاية المطاف بحفنة من التجارب الحياتية، التي ومن الممكن أن نُضيفها إلى حصيلتنا المكتسبة، والجميل أن التجربة التي نخوضها في كل مرة حتى وإن كانت مؤلمة تقذفنا أمام الكثير من الصراعات، إلا أن ما سنخرج به منها سيجعلنا نفتخر به كلما عاد بنا الزمان إلى الوراء؛ لأنه ما سيكون كنتيجة حتمية لتجربة عشناها وأدركناها جيداً وبشكل يسمح لنا بأن نتقاسم الخبرات التي حصدناها مع كل من تنقصه الخبرة، ويبحث عن صاحب تجربة حقيقية يمده بكل ما يحتاج إليه فعلاً، وبما أن الأمر يتعلق بخبرات حقيقية لتجارب سابقة، فلقد استندت في هذه المرة الى الخبرات الحياتية الناجمة عن تجارب صادقة؛ لخوض موضوع (الغيرة) التي تأخذ حيزاً لا يُستهان به من الحياة، ويمكنني تعريفها على أنها: الشعلة التي ومن الممكن أن تُنير لنا المكان فندرك المسار السليم الذي يجدر بنا سلكه، ولكنها ومتى تجاوزت حدودها؛ لتصبح أكثر من ذلك لحرقت كل ما هو حولنا، ولحولت حياتنا إلى جحيم تصعب النجاة منه حتى نجد المساعدات الحقيقية التي يمكنها فعل ذلك، وهو ما يعني وبكلمات أخرى أنها (أي الغيرة) تكون محمودة متى كانت كشعلة تُنير الحياة، وتبث في أعماقنا الأمل، وتحثنا على تقديم أفضل ما لدينا ضمن منافسة شريفة تُجبرنا على الاحتفاظ بها، في حين أنها ومتى كانت مذمومة تنشر في الأرض الفساد، وتُولد في أعماق البشرية كرهاً يُبيح لها التصرف بأنانية فإنها ستتمادى على حدودها تلك الشعلة؛ كي تصبح جحيماً متمرداً لا يمكن كبح شره؛ لإنقاذ الموقف قبل أن يتفاقم ويُحوله لفوضى عارمة. إن خوض موضوع (الغيرة) ليس بالأمر البسيط أبداً وذلك؛ لأن مفهومها كثوب فضفاض للغاية يحمل بين طياته الكثير من المشاعر الممزوجة ببعضها البعض ولا يمكن أن تجتمع في أي قالب آخر، ولكنها تفعل مع الغيرة التي نجدها في كل مكان في حياتنا، ضمن إطار البيت وخارجه، مع الفرد والجماعة وذلك لأنها متمكنة وقادرة متى سمحنا لها بأن تكون فعلاً، فهي تلك التي لن تجد لها أي مكان إلا إن وفرناه، وهو ما كان من البشرية منذ أن أعلنت وجودها تلك (البشرية)، التي شهدت على مقتل الأخ لأخيه؛ تلبية لغيرة كان من الممكن أن تكون ضمن منافسة شريفة غير أنها لم تكن، وامتدت وانتشرت بيننا كبشر حتى بلغت هذا الزمان الذي نعيشه، ونجدها تعيش بيننا محمودة تارة، ومذمومة تارة أخرى، بحسب من ينادي ويأخذ بها من مكان لآخر؛ ليستعرض لنا وفي كل مرة تجربة جديدة لابد وأن نأخذها بعين الاعتبار.أحبتي: الغيرة المحمودة تُضيف للحياة نكهة خاصة وجميلة جداً، في حين أن الغيرة المذمومة، التي تحمل بين طياتها كرهاً يُحرك صاحبه كما يحلو له تلتهم الحياة، وتمتص ما فيها من قوة حتى تذبل ويموت صاحبها، ولأن في الأمر خسارة لا نريدها لكم، فلقد رأيت ضرورة تسليط الضوء على موضوع (الغيرة) من خلال صفحة (الزاوية الثالثة) التي تحرص على مدكم بكل ما تحتاجون إليه عن طريق طرحه؛ للمناقشة التي تُثري الصفحة كما جرت العادة، وعليه إليكم ما هو لكم أصلاً.من همسات الزاويةحين تشعر بأنك ترغب بالتميز وتحرص عليه ضمن إطار مشروع يُبيح لك ذلك؛ لتقوم به على الطريقة الصحيحة؛ متمنياً الخير لأقرانك فتأكد أنك على جادة الصواب، وأن الغيرة التي تتملكك هي غيرة محمودة (اسمح لها بأن تكون فيك)، ولكن ومتى شعرت بأن في الأمر أمنيات بزوال نعمة غيرك وبكل طريقة تُبيحها لنفسك وإن لم تكن مشروعة من الأصل، فكن على ثقة بأن الغيرة التي تملكك هي غيرة مذمومة لابد وأن تقضي عليها قبل أن تقضي عليك. وأخيراً قد تختلف الغيرة من وضع لآخر، وقد يختلف كل من حولك كلما اغتالتك الغيرة، ولكن تظل أنت كما أنت، أي المتحكم الأول والأخير في كل خطوة يمكن أن تُقدم عليها، وعليه لك حرية كبح تلك الغيرة؛ كي تغدو شعلتك، أو مجاراتها حتى تتمادى أكثر وأكثر وتصل إلى تلك المرحلة التي لن ترغب بها أبداً، مما يعني أن القرار قرارك ولك أنت تختار ما تريد.