11 سبتمبر 2025
تسجيللن أحدثكم فى هذا المقال عن النصوص الدينية التى تؤكد زوال اسرائيل، وأن نهايتها تقترب ؛ لكننى سأقدم لكم مؤشرات من الواقع الذى أعترف مقدما بأننى أجيد قراءته، لكننى لا أخضع له، وأرى أن العالم سيشهد مفاجآت لا يتوقعها أحد، وأن الله سبحانه وتعالى هو الذى خلق هذا الكون، ويدبر أمره، وان الله وعد عباده المؤمنين بالنصر والتمكين، وأن وعده الحق، فهو وحده القوي العزيز. لقد قضيت عمري أطبق المناهج العلمية الحديثة، واحلل المضمون الذى تقدمه وسائل الإعلام، وخطابات الرؤساء والقادة، وادرس اتجاهات الرأى العام، وانطلاقا من تخصصى سأقدم لكم مؤشرات علمية على أن دولة الاحتلال الاسرائيلى تتجه نحو النهاية بأسرع مما يتوقع الذين يطلقون لخيالهم العنان ليتوقعوا أحداث المستقبل. كثيرة هى تلك المؤشرات لكننى سأقتصر هنا على تأثير القوة المادية الصلبة التى تعتمد عليها أمريكا واسرائيل فى تخويف الشعوب، وارغامها على الخضوع والاستسلام. من المؤكد أن أمريكا توفر لدولة الاحتلال الاسرائيلى كل أسباب القوة، فتمدها بأسلحة الدمار الشامل؛ التى استخدمتها بكل عنف فى تدمير العمران، وابادة أهل غزة، وقتل الأطفال والنساء، وتلك جريمة ضد الانسانية والحضارة تشكل عارا لأمريكا وأوروبا، ولكل الدول التى تصمت على تلك الجريمة، أو تشارك فى حصار أهل غزة بهدف تحقيق هدف اسرائيل المعلن ؛ وهو اجبار الفلسطينيين على الهجرة القسرية،وترك أرضهم، والاستيطان فى مصر أو النقب أوجزيرة صناعية. وهذا يكشف الحقائق عن زيف الدعاية التى تروج لها دول الاستعمار الغربي، فالمشاركة فى تلك الجريمة توضح أن تلك الدول الغربية تشكل امتدادا للإمبراطورية الرومانية التى استخدمت القوة الغاشمة فى اخضاع الشعوب وقهرها ونهب ثرواتها. وخوفا من مصير الامبراطورية الرومانية ؛ درس الآباء المؤسسون لأمريكا تاريخ هذه الامبراطورية، وبحثوا عن الوسائل التى يمكن أن تجنب أمريكا السقوط والانهيار.. لكن من الواضح أنهم لم يدركوا أن المبالغة فى استخدام القوة الغاشمة ؛ كانت أهم أسباب سقوط الامبراطورية الرومانية ؛ التى كانت أكثر قوة من أمريكا واوروبا واسرائيل الآن.. لذلك رحب أهل الشام ومصر والمغرب العربى وافريقيا بالفاتحين المسلمين الذين حرروهم من ظلم الرومان وقسوتهم وصلفهم. كما يتطلع الآن كل الأحرار فى العالم باعجاب لأحفاد الفرسان المسلمين الذين حرروا فلسطين من الاحتلال الروماني، وهم يقاتلون الآن بشجاعة وبطولة وايمان لتحرير فلسطين من الاحتلال الاسرائيلى الذى لا يقل غرورا وقسوة عن الاحتلال الروماني. التاريخ يؤكد لنا أن غرور القوة من أهم أسباب السقوط ؛ فهو يدفع القوى لارتكاب الجرائم والمظالم، ويؤدى إلى موت الضمير ؛ فلا يلتزم بمبادئ أو أخلاقيات.. ومن يريد أن يتأكد من صحة تلك النظرية ؛ فلينظر إلى سلوك الجيش الاسرائيلى فى غزة، فهو يقتل ويدمر، بعد أن شل الغرور القدرة على التفكير.. وهكذا يدفع غرور القوة للجنون الذى يتجلى فى البطش والقهر والقتل. هناك جانب آخر يكشفه العدوان الاسرائيلى على غزة ؛ هو أن الاعتماد على القوة الصلبة الغاشمة يقلل شجاعة الرجال ؛ فالجندى الاسرائيلى يستخدم كل ما يمتلك من أسلحة تدمر وتبيد البشر، لكنه لا يستطيع القتال وجها لوجه ؛ وهو يخاف من الموت، ويريد أن يعود بسرعة إلى الحياة المترفة المرفهة التى تعود عليها، لذلك حذر موشى ديان من معركة يتم فيها القتال رجلا لرجل. فى غزة تجلت شجاعة الأبطال المؤمنين ؛ الذين يقاتلون بعقولهم وقلوبهم وسواعدهم باستخدام أسلحة بسيطة قاموا بتصنيعها بأنفسهم ؛ لكنهم يقدمون لكل الأحرار نموذجا لشجاعة القلب والضمير ؛ التى يمكن أن تهزم القوة الصلبة التى تتباهى بها أمريكا وأوروبا واسرائيل. أوضح العدوان على غزة حدود القوة الغاشمة، وأنها لا يمكن أن تكسر ارادة المؤمنين ؛ الذين يصرون على تحرير أرضهم ؛بعد أن حرروا أنفسهم من الخوف والعبودية للواقع. وهناك عشرات الملايين من المؤمنين يريدون الوصول إلى غزة، تمنعهم نظم الحكم التابعة لأمريكا ؛ لكنهم يمكن أن يكسروا الحدود، ويحطموا القيود، ويتمكنوا من الوصول لفلسطين من اتجاهات مختلفة، ويومها لن يجد الصهاينة سبيلا سوى الهروب إلى دول الغرب التى لن تستقبلهم، وسوف تستخدم قوتها الغاشمة ضدهم.