14 سبتمبر 2025
تسجيلفي الشهر الرابع لحرب إبادة إسرائيل على غزة يبدو نتنياهو وحكومة أقصى اليمين المتطرفة في ورطة لفشلهم في تحقيق أهداف حرب الإبادة المسعورة ونتائجها الوحشية بتواطؤ الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية... أفشلت بسالة المقاومة الفلسطينية العدوان الوحشي، وتسببت بخلافات حادة وانقسام داخل حكومة الحرب وصل لحد الاشتباك بالأيدي، وضغط من أهالي المحتجزين، وخلافات وانتقادات وتطاول على الحلفاء-خاصة الولايات المتحدة وحتى انتقاد الوسطاء-قطر ومصر والمنظمات الدولية-الأمم المتحدة والأونروا والصليب الأحمر، وآخرها محكمة العدل الدولية باتهامها بمعاداة السامية بسبب قرارها حول الإبادة البشرية في غزة والعداء لإسرائيل، لينجو بجلده من تحمل مسؤولية الفشل منذ 7 أكتوبر 2024. شهدنا تباينا في السر بين بايدن ونتنياهو منذ بدء حرب إسرائيل البرية في عدوانها على غزة منذ نهاية أكتوبر الماضي ضمن عملية السيوف الحديدية-ودخلت أسبوعها الخامس عشر-وبرغم الضوء الأخضر الأمريكي وإقامة جسر جوي وتزويد آلة القتل الصهيونية بالسلاح والعتاد والإمدادات القتالية وحتى الغطاء السياسي واستخدام الفيتو في مجلس الأمن لرفض وقف الحرب.. لكن تعمقت الخلافات حول استمرار التصعيد واستهداف المدنيين والقصف العشوائي ومستقبل إدارة غزة بعد نهاية الحرب. ويبقى الخلاف الأكبر-تحدي وإحراج نتنياهو الرئيس بايدن برفضه رؤية بايدن والإدارات الأمريكية السابقة «حل الدولتين». حيث يفاخر نتنياهو علناً أنه نجح بعرقلة ورفض حل الدولتين!! برغم إرسال بايدن وزير خارجيته 4 مرات ومدير الاستخبارات المركزية مرتين ووزير الدفاع مرتين ومدير (CIA) منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر، لم يتغير شيء! كما يبقى الموقف الأمريكي والأوروبي ضعيفاً ومتردداً ورافضاً للحرب قبل القضاء على حماس. لكن مع تصاعد الضغط على بايدن-بدأ حملته الانتخابية هذا الأسبوع، وتواصل الغضب الشعبي ومن جناح حزبه التقدمي والناخبين الشباب والعرب والمسلمين-بدأ بايدن يعيد النظر بموقفه من حرب غزة-بعد تراجع شعبيته بشكل يهدد فرص إعادة انتخابه لفترة ثانية في حال خسر الولايات المتأرجحة التي فاز بها وأوصلته للبيت الأبيض. كما يمثل ارتفاع عدد الشهداء ومن قضوا تحت الركام لحوالي 35 ألفاً وأكثر من 65 ألف مصاب-وإجبار حوالي مليونين-90% من سكان غزة على الرحيل القسري-وقصف المنازل والمستشفيات والمدارس والملاجئ بلا رادع -ورقة ضغط كبيرة ليعيد حساباته. وبرغم قرار محكمة العدل الدولية عدم وقف الحرب مباشرة واتهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في حربها على غزة، في دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في غزة-إلا أن مجرد قبول الدعوى والطلب بوقف عمليات الإبادة هي إدانة غير مسبوقة لإسرائيل! وإحراج لها ولحلفائها وداعميها! ما يجعل إسرائيل وأنصارها: الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا شركاء في حرب الإبادة في غزة. لذلك نلحظ تعامل الرئيس بايدن بات أكثر واقعية وعقلانية للضغط أكثر على إسرائيل للتوصل لصفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن. حسب صحيفة واشنطن بوست-يعتزم الرئيس بايدن إرسال وليم بيرنز مدير الاستخبارات المركزية CIA-للاجتماع مع نظرائه في مصر وكيان الاحتلال- في مفاوضات مستمرة للتوصل لصفقة: 1-لوقف إطلاق النار لشهرين- 2- إطلاق سراح جميع الأسرى والرهائن.. وأشارت مصادر أمريكية أن إدارة بايدن فتحت خط تواصل مع إسرائيل لتفسير ارتفاع عدد القتلى والمصابين في غزة. ويكرر الناطق باسم الخارجية بأدب جم ودون تهديد ووعيد-على إسرائيل الالتزام والامتثال للقانون الدولي واتخاذ خطوات إضافية لحماية المدنيين-بينما تستمر آلة القتل الإسرائيلية بالتنكيل بالفلسطينيين. باتت خطة نتنياهو وحكومته المتطرفة مفضوحة-إطالة أمد الحرب لتحقيق أهداف غير واقعية لينقذ نفسه من لجان تحقيق حول الفشل المتراكم منذ 7 أكتوبر-بالإضافة إلى التهم الجنائية حول فساد نتنياهو التي تلاحقه منذ سنوات وقد تقود لإدانته وسجنه وإنهاء حياته السياسية. خاصة أن تلك الأهداف غير واقعية باعتراف إدارة بايدن وقادة عسكريين إسرائيليين سابقين لكونها غير واقعية وفاشلة. كما لا يمكن أن يقرر الآخرون مستقبل غزة دون حضور ودور لحماس كما تروج إسرائيل وأمريكا وأوروبا وكأنهم أوصياء على الفلسطينيين. في المقابل يكرر الناطق باسم الخارجية الأمريكية استباقا لقرار محكمة العدل الدولية: «الادعاءات ارتكاب إسرائيل جرائم إبادة في غزة لا أساس لها من الصحة». كما يشكل تهجم وتطاول نتنياهو بوقاحة على وساطة قطر والتشكيك بدورها البناء معيب ويجافي الحقيقة. حسب تسريب صوتي لقناة 12 الإسرائيلية منسوب لنتنياهو متحدثاً لأهالي الأسرى يتفنن نتنياهو بلعب دور الضحية وهو الجلاد! كان الرد القطري قوياً وفي محله، أكد د. الأنصاري الناطق باسم الخارجية القطرية- «في حال ثبتت صحة التصريحات فهي غير مسؤولة ومعرقلة وتقوض جهود الوساطة، لأسباب سياسية ضيقة، بدلاً من إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح بما في ذلك الرهائن الإسرائيليين. ولكنها ليست مفاجئة. وبدلاً من الانشغال بعلاقة قطر الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، نأمل أن ينشغل نتنياهو بالعمل على تذليل العقبات أمام التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن». في المقابل تستمر تحركات ملفتة من الولايات المتحدة وقطر ومصر للتوصل لوقف إطلاق نار وصفقة تبادل الرهائن والسجناء وإدخال مساعدات ووقف التصعيد الإقليمي وخاصة مع الحوثيين في البحر الأحمر حيث توقفت كبرى شركات الشحن وناقلات النفط عن استخدام البحر الأحمر ومضيق باب المندب-بعد تصعيد واستهداف الحوثيين للسفن وناقلات النفط المتجهة للموانئ الإسرائيلية، والقصف الأمريكي-البريطاني وخشية توسيع رقعة الحرب في المنطقة. وهو ما لا تريده إدارة بايدن، لكن سياسات نتنياهو العقيمة تعزز الصراع وتهدد الاستقرار-لخدمة مصالحه لإطالة بقائه في السلطة!