21 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر وآسيا.. شراكات متنامية

28 يناير 2019

تكتسب الجولة الآسيوية التي بدأها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى أمس أهمية خاصة من عدة منطلقات؛ أولها أنها تأتي تأكيدا لحرص الدوحة على تنويع علاقاتها السياسية الخارجية مع مختلف دول العالم، وتعزيز علاقات دبلوماسية مستدامة، تخلق نوعا من التوازن في علاقة قطر مع القوى العالمية، بحيث تتسع علاقتها بالشرق والغرب. أما الثاني فإنها تعزز العلاقات والشراكة الإستراتيجية بين قطر والدول الآسيوية الثلاث التي تشملها الجولة (كوريا الجنوبية واليابان والصين)؛ والتي ينظر إليها باعتبارها من أقوى اقتصادات القارة الآسيوية، وبالتالي فإن ذلك يفيد قطر بدرجة كبيرة اقتصاديا وتجاريا مع أطراف دولية فاعلة. وبالنسبة للدول الثلاث فإنها تأتي في مقدمة وجهات صادرات الغاز القطري؛ كما بلغ حجم التبادل التجاري بين قطر وكوريا عام 2017، نحو 11.7 مليار دولار ومثلها مع الصين التي تحتل الآن المرتبة الثالثة كأكبر شريك تجاري لقطر، حيث بلغت قيمة تجارتها عام 2017 أكثر من 11 مليار دولار؛ وفي مجال الاستثمارات، استثمرت قطر حوالي 800 ألف دولار في كوريا مقابل استثمارات كورية في قطر بنحو 71 مليون دولار. أما اليابان فإن قيمة الصادرات القطرية إليها في نفس العام بلغت نحو 42.12 مليار ريال، مقابل واردات بحوالي 5.75 مليار ريال . أما الأمر الثالث والأهم -باعتقادنا- فإن الجولة تحمل رسائل قوية إلى دول الحصار بأن الدوحة ماضية في تعزيز شراكاتها الدولية بأقوى ما كانت عليه قبل الحصار ؛ الذي توهموا عن -حماقة وقصر نظر - أنه سيؤثر على الأداء الدبلوماسي القطري..!!..فضلا عن كونها تأتي في ظل متغيرات ومعطيات دولية وإقليمية واسعة تستلزم التشاور والتنسيق بين قطر والأصدقاء على الساحة الدولية. كما تعد الجولة تتويجا لزيارات صاحب السمو الآسيوية في ظل ذلك الحصار، ففي أكتوبر عام 2017 زار سموه ماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا. والثابت أن العلاقات القطرية الآسيوية تحظى بمفاهيم وأرضيات مشتركة على نحو يتواءم مع مصالح الطرفين ويخدم القيم المتبادلة، وتوجهات الدوحة لترسيخ قيم الحرية وحقوق الإنسان ودعم السلام الدولي.