رسالة ضد الحصار

ظلت العلاقات القطرية الأمريكية، منذ الانطلاقة الفعلية للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين في العام 1973، تقوم على قاعدة متينة، لتتطور من خلال التعاون بينهما في كل المجالات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. ولم تكن هذه العلاقات لتصل إلى هذه المرحلة المتقدمة من الشراكة، لولا الاهتمام والرعاية المتواصلة لها على أعلى المستويات في البلدين، خلال كل العهود، حيث ارتقت خلال الفترة الأخيرة إلى درجة عالية من التنسيق والتعاون؛ وذلك بفضل الحرص الذي ظل يوليه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لهذه العلاقات واهتمامه البالغ بتعزيز الشراكات بين المؤسسات الرسمية والخاصة في البلدين. ويأتي الحوار الاستراتيجي القطري ـ الأمريكي الذي ينطلق الثلاثاء في واشنطن، كثمرة لهذا الاهتمام وتجسيد لرؤية سموه في الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب، وهو ما تجسده الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الثنائية التي سيتم توقيعها في ختام الحوار المقبل.  لقد شهدت الأشهر الماضية، جانباً من ثمار هذه العلاقات التي بلغت محطة متقدمة في التعاون المشترك، والذي برز في شكل العديد من الاتفاقيات الثنائية المتنوعة، إلى جانب الزيارات المتبادلة للمسؤولين في البلدين. وكان توقيع مذكرة التفاهم الخاصة بمكافحة تمويل الإرهاب، بين قطر والولايات المتحدة في يوليو الماضي، محطة مهمة في مسار العلاقات، حيث أصبحت قطر أول دولة توقع مثل هذه المذكرة مع واشنطن، في إطار التعاون بين البلدين والتزامهما الثابت في محاربة الإرهاب.  إن توقيت انطلاق الحوار الاستراتيجي بين البلدين، إنما يشكل رسالة شديدة الوضوح والدلالة لمن يعنيهم الأمر.