20 سبتمبر 2025

تسجيل

المنطقة الآمنة جيدة وإن جاءت متأخرة

28 يناير 2017

أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً، هذا المثال ينطبق على عزم الرئيس الأمريكي الجديد ترمب فرض منطقة آمنة للسوريين، فبعد قتل أكثر من 500 ألف سوري بنيران قوات بشار الأسد، وتدمير مدن سورية وتشريد الملايين، جاء القرار الأمريكي بفرض منطقة عازلة للمدنيين السوريين، وبرغم أن الخطة لاقت إجماعا دوليا بل وترحيبا من قبل أطراف كثيرة عليها، خاصة أنها ستحمي المدنيين من قصف النظام وحليفه الروسي، وتسهم في إبعاد المليشيات المسلحة عن هذه المنطقة الآمنة، وتضع حدا لعمليات الإبادة الجماعية التي يمارسها النظام ضد شعبه، وتعمل على توفير أمن واستقرار الحدود التركية السورية.لكن يبقى السؤال الأهم، من سيحمي هذه المنطقة المتوقع إنشاؤها على المستويين الأرضي والجوي إذا لجأت إليها جموع اللاجئين السوريين؟ خاصة في ظل اعتراض موسكو عليها، وانقسامات شديدة تشهدها المعارضة المناوئة للنظام، وصلت لحد التقاتل فيما بينها.ومع الارتياح الكبير لهذا القرار الأمريكي المتأخر، إلا أن التحدي الأكبر والأهم يتمثل في ضرورة الإسراع في الإجراءات العملية التي من شأنها أن تجعل القرار أمراً واقعاً، ذلك أن أي تأخير في فرض المنطقة الآمنة يعني المزيد من الضحايا والنازحين واللاجئين، في ظل استمرار النظام في عمليات القصف الجوي، وعدم اكتراثه المتكرر بالهدنة الحالية الموقعة في ديسمبر الماضي، واتفاقيات وقف إطلاق النار السابقة.