15 سبتمبر 2025
تسجيلمونديالُ اليدِ، إنجازٌ لم تقتصرْ نجاحاتُ بلادِنا فيه على التنظيمِ والتسويقِ والإعلامِ وتوفيرِ الـمنشآتِ الرياضيةِ الضخمةِ، بل امتدَّتْ لتشملَ الاقتصادَ والسياسةَ.في الجانبِ الاقتصاديِّ، نحن لا نتحدثُ عن مردوداتِ بَيعِ التذاكرِ، والنَّقلِ التلفزيونيِّ، والإعلاناتِ، وإنما نتحدثُ عن الاقتصادِ الوطنيِّ الذي سيتأثَّرُ إيجاباً نتيجةً للاستثماراتِ العالـميةِ الضخمةِ التي سَتُضَـخُّ فيه خلال السنواتِ القادمةِ. ويعودُ ذلك لأسبابٍ كثيرةٍ، أهمُّها: الأمنُ والاستقرارُ، والكفاءةُ الإداريةُ للنشاطِ الاقتصاديِّ، والقوانينُ الـمُنَظِّـمةُ للاستثمارِ، وجميعُها أمورٌ جعلَتْ بلادَنا جاذبةً لرؤوسِ الأموالِ التي ينبغي على الـمختصين في كلِّ نواحي الاقتصادِ أنْ يشرعوا في إعدادِ خططٍ لاستيعابِها في العمليةِ الاقتصاديةِ على مستوى الدولةِ، وعدمِ الاقتصارِ على تركيزِ الجهودِ على الجانبِ العُمرانيِّ الإنشائيِّ. ففي مقالاتٍ عدَّةٍ في صحفٍ عربيةٍ وأجنبيةٍ إشاراتٌ إلى وجوبِ الفوزِ بجزءٍ من مشروعاتِ الصناعةِ الرياضيةِ والسياحةِ بخاصةٍ، مما يدفعُنا للدعوةِ إلى إنشاءِ هيئتينِ تُعنيانِ بالاستثمارِ فيهما وتُشَـكَّلانِ من الـمُختصين والكفاءاتِ ورجالِ الأعمالِ الوطنيينَ.أما الجانبُ السياسيُّ، فالنجاحُ فيه تَخَطَّى أعظمَ تَـوَقُّعاتِنا تفاؤلاً، لأنَّ الـمكانةَ التي حَظِـيَتْ بها بلادُنا نتيجةَ السياساتِ الخارجيةِ والداخليةِ الـمُتزنةِ والـمنحازةِ للإنسانِ الـمواطنِ وشقيقِـهِ الإنسانِ العربيِّ والـمسلمِ منذ منتصفِ تسعينياتِ القرنِ الـماضي، قد عُزِّزَتْ عندما شاهدَنا العالَمُ في بلادِنا، قيادةً حكيمةً وشعباً حياً مُتمدناً. وأمسِ، استعرضْتُ كثيراً من صفحاتِ الفيس بوك والتويتر العربيتين، وبخاصةٍ مواقعِ الأحزابِ السياسيةِ الكبرى في بعض دولِنا العربية، فأثلجَتْ صدري الـمكانةُ الشعوريةُ الرفيعةُ لدى الـمواطنِ العربيِّ تجاه قطرَ وسموِّ الأمير الـمفدى الذي حضرَ مبارياتٍ لمنتخبنا والـمُنتخبينِ الشقيقين الـمصريِّ والتونسيِّ، مما أعطى البطولةَ دَفعاً عروبياً شعبياً، ورَسَّخَ صورةَ بلادِنا كواحةٍ للأمنِ والتحضُّرِ.ما سبقَ، يقودُنا إلى الحديثِ عن التنميةِ الـمجتمعيةِ التي ينبغي أنْ تتمَّ بوتيرةٍ متسارعةٍ تنسجمُ مع التغييراتِ الاقتصاديةِ الهائلةِ الـمُتَوَقَّعَـةِ، بحيث يُـعَدُّ الإنسانُ لها معرفياً وعلمياً ومِـهْـنياً، وهو أمرٌ يكونُ من خلالِ العمليةِ التعليميةِ كركيزةٍ رئيسيةٍ، ثم عبرَ الإعلامِ والأعمالِ الأدبيةِ والفنيةِ. مما يستدعي قيامُنا، كلٌّ في منصبِـهِ ومجالِ عملِـهِ، ببذلِ جهودٍ في مجالاتِ الـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ، وبالتواصُلِ الفاعلِ مع الـمدرسةِ والجامعةِ، والتفاعُلِ البَـنَّاءِ مع ما تطرحُـهُ وسائلُ الإعلامِ من موضوعاتٍ اجتماعيةٍ.كلمةٌ أخيرةٌ:لابد من توجيه الشكرِ والثناءِ للجهودِ التي بذلتْها اللجنةُ الـمنظمةُ برئاسةِ سعادةِ الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، وأثمرتْ نجاحاتٍ كبيرةً تُشيرُ إلى كفاءةِ الإنسانِ القطريِّ، وقدرتِـهِ على إحداثِ نَقلةٍ نوعيةٍ في مسيرةِ التنميةِ.