28 أكتوبر 2025

تسجيل

المسيرة السعودية

28 يناير 2015

شكل عهد الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز علامة فارقة في تاريخ تطور الدولة السعودية، ويذكر التاريخ العديد من المحطات عن الفترة التي تولى فيها الحكم في صيف 2005 إلى 2015، والتحديات التي تمت مواجهتها، والذي صنع معها فارقاً واضحاً في تاريخ المنطقة. ولا تزال صورة رئيس القوة الأولى في العالم باراك أوباما وهو ينحني للملك عبدالله على هامش قمة العشرين بلندن 2009 م عالقة في الأذهان، فقد فرض الملك الراحل نفسه قائداً ذا هيبة وشخصية عالمية متميزة. يحسب لعهد الملك عبدالله وضع أول نظام لانتقال الحكم في الدولة (نظام هيئة البيعة)، ومشروع الابتعاث الضخم الذي خصص له أكثر من 25 بليون ريال سعودي، ودخول المرأة السعودية مجلس الشورى للمرة الأولى في تاريخ المملكة، وإطلاق مشروع ربط مناطق المملكة الشاسعة بشبكة متصلة من السكك الحديد، و اهتمامه الشخصي بتوسعة الحرمين الشريفين وبالحوار بين أتباع الأديان وبالمصالحة بين الدول العربية ودول الخليج العربية على وجه الخصوص. صحيفة الواشنطن بوست أشارات إلى أن الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز اتصف بالحنكة والاعتدال، وأنه شن حرباً ضد المتطرفين على المستويين الداخلي والخارجي، وأنه استثمر بكثافة في التعليم، وحافظ على علاقات جيدة مع المجتمع الدولي ومع الولايات المتحدة. وأنه وقف ضد التوسع الإيراني في المنطقة، واقترح مبادرة تاريخية لتحقيق السلام بين العرب وإسرائيل.إن بلداً بحجم مكانة المملكة مساحة وسكاناً وأهمية دينية واقتصادية وموقعاً جغرافياً، هو محط الأنظار على المستويات الإقليمية والعالمية، والمملكة لاعب رئيسي في الاستقرار الاقتصادي العالمي والحفاظ على استمرار تدفق الطاقة من دول الإنتاج إلى الدول الصناعية والمستهلكة، وهي الفاعلة والمؤثرة في مجريات الجغرافيا السياسية العربية والدولية، والأحداث والتحولات التي تمر بها المنطقة العربية من المحيط إلى الخليج، خصوصاً بعد تداعيات "الربيع العربي".لقد جاءت عملية انتقال السلطة في المملكة العربية السعودية الشقيقة هادئة وسلسة عكس كل الذين راهنوا على خلاف ذلك وخصوصا في بعض دوائر صناعة القرار الغربية. نبارك إلى الشعب والقيادة السعودية مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ونسأل الله أن يوفق خطاهم ويسددهم ويرشدهم إلى طريق الحق والصواب.