11 سبتمبر 2025
تسجيلما هذه الظلمة الحالكة الموحشة التي أراها وما هذه المعيشة الضّنك والضيق والإحساس الدائم الذي أحسه بعدم الراحة ويداهمني الوساوس في كل وقت وحين ويطرد النوم من عيوني؟ فعندما سمعت سورة سيدنا إبراهيم عليه السلام مصادفة ارتعدت فرائصي وأحسست بأن قلبي سوف يطير من مكانه وتمنيت أن لم تلدني أمي لهول ما ورد فيها من وعيد شديد وعقاب قاسٍ ينتظر الظالمين، فهو لا شك غير محتمل للذين اتخذوا الظلم سبيلاً لهم ومنهاجا في حياتهم. فالظلم له عدة أشكال وأنواع يبدأ بظلم النفس وإدخالها في متاهات وطرق وعرة وتحميلها ما لا يطاق بظلم الناس وأكل حقوقهم وظلم جهة العمل بعدم الإخلاص وأخذ أشياء ليست من حقه من أموال البلاد والعباد وظلم بعض الناس إخوانهم وأخواتهم بأكل حقوقهم فهي مصيبة عظيمة تظل هذه الحقوق معلقة في الرقاب ولا تسقط بالتقادم، حتى الشهداء لعظمة فعلهم لا يسقط عنهم فقد يسقط كل شيء عنهم عندما يتجاوز رب العالمين جل جلاله بفضله ومنته عنهم ما عدا حقوق الناس تبقى، وأذكر نفسي أولاً قبل غيري فلنبادر برد الحقوق لأصحابها ونقلع عن ارتكاب المزيد منها وخاصةً في هذا الزمان زمن موت الفجأة الذي يداهمك في أي وقت أو أي مكان من حيث لا تحتسب وسوف تترك كل شيء يمكن قد جمعته من سلب حقوق الآخرين ومن ظلمك لهم أو بسبب التفرقة بينهم، ومن جانب آخر ما هذا النور الذي يشع وقد نور كل شيء من حوله وبدا كالقمر المنير في نصف الشهر يبعث في النفس الإحساس الجميل والراحة التامة أنه العدل أحد أسماء الله الحسنى، أينما حل يحل الخير والسلام ويطير حمامه الأبيض في كل مكان وكم تسعد القلوب به وكم هو يغيب الكراهية والبغضاء بين الناس وفي ظله يأخذ كل ذي حقٍ حقه دون أي منّة من أحد، فللأسف الشديد نحن البشر لا نعتبر بما نشاهده أو نسمع عنه بما حَل في البعض بسبب ظلمهم للغير بالقول والفعل فالظالم سبحان الله لا بد أن ينال جزاءه في الدنيا قبل الآخرة فلن يموت حتى يطاله عقاب الله ، فالظلم هو من ضيّع حقوق الآخرين وهو من شق عليهم وهو من أفسد حياتهم وأذاقهم الأمرين؟؟ فعندما يفكر الإنسان كم سوف يعيش في هذه الدنيا الفانية فهو لن يُخلد فيها فسيدنا نوح عليه السلام كم عاش ولكن في النهاية أدركه الموت الذي لا يستطيع أحد أن يفر منه.