11 سبتمبر 2025
تسجيلفي إحدى المناسبات تصادف وجودي بالقرب من أحد المسؤولين السابقين الذي أعرفه منذ زمن طويل ومن الذين فتح عليهم توليهم للمنصب باب خير كثير لدرجة أنه أصبح من أصحاب الأملاك الكثيرة المنقولة وغير المنقولة، حسب علمي، والتي تدر عليه الكثير. وبعد تبادل التحية والسلام قلت له: ما شاء الله عليك أشوفك في كل مناسبة موجود صرت مثل اللزقة أمازلت تحن إلى المنصب؟ ألم تكفيك تلك السنين التي قضيتها وهي كانت طويلة سفرات واجتماعات وظهور إعلامي مستمر؟! أما زلت لم تفقد الأمل في عودتك إلى المناصب من جديد وتحب أن يراك المسؤولون بصورة دائمة لكي تبقى في ذاكرتهم وفي دائرة الاهتمام لا تزعل مني يا أخي لصراحتي هل تريد أن تأخذ زمنك وزمن غيرك؟؟ قاطعني وقد بدت عليه علامات الغضب وقال هل أنت حاسد أم حاقد؟ يا ليتني لم أجلس بالقرب منك أو حتى لم أرَك إنها صدفة غير جميلة، فقلت له معاذ الله أن أحسدك لمتاع دنيا زائل ولكن تكلمت معك بصدق وبشفافية التي أصبحت في كثير من الأحيان لا تعجب ويغلب عليها النفاق والمجاملات، فقال أنا في هذه المرحلة أعمل من أجل أبنائي لكي يتولوا مناصب مرموقة، قلت له: يعني تقصد كما يُقال ابن الوز عوام أم أن المناصب تدور في أفلاك معينة لها جينات وراثية حالها كحال الأمراض المختلفة؟؟ فقال: هذا حال الدنيا وكما نقول كل يجيب النار صوب قرصه أو من صادها عشى عياله، فقال: سوف أكون معك صادقا، يمكن من المرات القليلة التي أكون فيها كذلك وأتكلم بصدق، لن أرتاح حتى يتولى أبنائي مناصب كبيرة ومرموقة في الدولة، فقلت له: هذا من حق الجميع لكن ليس عن طريق الواسطة أو ابن فلان أو علان ولكن بالجد والاجتهاد وإثبات الوجود الوظيفي مقرونا بالعمل والمثابرة والإبداع والصدق والإخلاص والأمانة في العمل، ففي كثير من الأحيان نرى مسؤولين سابقين ما صدق الناس بأن "شلوهم" من مناصبهم فطول فترة عملهم لم ينفعوا أحدا قط لا وطنا ولا مواطنا، وأبناؤهم لا شك بأنهم سوف يكونون من بعدهم لربما على شاكلتهم، فقال لي: الله يخليك اسكت فلقد ضاق صدري بكلامك اتركني في سبيل حالي أنت تدفع لي من جيبك أو من جيب أبيك مثلاً خير الدولة كثير أنت ما تشوف غيري أو إنك تقصدني أنا بالذات ليس لها تفسير غير هذا؟؟ قلت له: أنا أتكلم في العموم وإذا تبقي أزيدك من الشعر بيتا، في مسؤولين في أماكن مهمة وحاصلين على شهادات علمية فالكثيرون ممن تعاملوا معهم يقولون تحس بأن شخصيتهم غير سوية، مرجوج كما نقول، ولو تم عمل فحص نفسي لهم قبل توليهم المناصب المختلفة يكشف سلامة قواهم العقلية وسلامة شخصيتهم من أي شوائب تؤثر في إصدار القرارات فربما يكلف الدولة أمثال هؤلاء الكثير، والصراحة بعضهم يدعك تقول ما هي مقاييس الاختيار التي طبقت عليه أو المواصفات التي وجدت فيه لكي يُزج به في هذا المنصب أو ذاك؟! [email protected]