15 سبتمبر 2025
تسجيلانتظرنا نهاية عام 2020 منذ شهوره الأولى وبداية أزمة فيروس كورونا "كوفيد - 19"، الذي حجرنا في البيوت وفرض علينا قيوداً لم نفكر فيها من قبل، بل وأدخل عادات جديدة في تصرفاتنا وسلوكياتنا مع الآخرين، وزرع في نفوسنا الخوف، الخوف من المرض، الخوف من الناس وإن كانوا الأقرب لنا، والخوف من القادم، انعدمت الثقة في المحيطين بنا، وبمجرد عطسة أو كحة أحدهم ينتابنا الخوف ونردد (ها يمكن كورونا)، اختلطت علينا أعراض الأنفلونزا و"كوفيد - 19"، ومن شدة الخوف أصبحنا نهاب أي أعراض وإن كان زكاماً، ومع دخول موسم الشتاء زاد الذعر أيضاً، فرضت علينا الأزمة في بدايتها التباعد عن الناس حتى أفراد البيت الواحد، وكان من يخرج من البيت وكأنه ارتكب إثماً كبيراً، كان الذهاب للجمعية الأكثر ذرعاً، فكنا نُعقم كل ما نشتريه قبل إدخاله المنزل، أهلكت المعقمات أيدينا وتسببت بحساسية للبعض، تحولت معظم المُدن إلى مدن أشباح خلت من الناس ومن الحياة، وحل السكون على الطرقات وأقفلت المحلات وبارت السلع، والأكثر تأثيراً على معظم الناس حرمانهم من السفر، فقد عُلقت رحلات الطيران بل وأغلقت المدن فلا جدوى من السفر، خضنا تجربة العمل عن بُعد وتحولت غُرفنا إلى مكاتب، واجتمعنا افتراضياً، وتجّمدت الأشياء حولنا، وطال الجمود مشاعرنا، وأصبحنا أكثر أنانية نفكر بأنفسنا فقط وكيف نتجنب المرض، وإن سمعنا بمرض أحدهم وكأن مصيبة حلت عليه، خُنقنا بارتداء الكمامات وتخفينا وراءها، بل وعاقب على عدم ارتدائها القانون، تغير مسار الحياة بشكل كامل على المستوى الشخصي والأسري والمجتمعي والعملي والعالمي، واختلفت معالم الحياة وروتينها وأصبحت أكثر بساطة وتعقيداً في الوقت نفسه. ومنذ أن انتشر فيروس كورونا والمجتمعات في كل مكان تبحث عن لقاح وتنادي بضرورة توفر اللقاح، في الوقت نفسه تحركت الشركات العالمية لاختراع هذا اللقاح الذي يقينا من هذا الفيروس، وكُنا ننتظر طول عام إنتاج هذا اللقاح، وها هو اللقاح توفر بشكل معجزة، ففي أقل من عام وقبل نهايته توزع اللقاح على معظم البلدان، وبدأت الآن تساؤلات جديدة حوله، خاصة بعد انتشار فيديوهات عبر شبكات التواصل الاجتماعي لمختصين غربيين يحذرون من اللقاح وعدم أمانه وجاهزيته وعدم إجراء الاختبارات السريرية الكافية عليه، ورغم إلحاح الناس على اللقاح إلاّ أنه وبمجرد توفره انقسم الناس إلى مؤيد ومعارض بشدة، البعض أقبل على التطعيم وأخذ اللقاح والبعض يعيش في حيرة وحذر وخوف من النتائج السلبية لهذا اللقاح على المدى البعيد. ومنذ بداية أزمة فيروس كورونا كانت خطط دولة قطر مدروسة مما لم يسمح لانتشار المرض بشكل كبير، وقد وصل الذروة فعلاً وارتفعت الأعداد ولكن لشهور ظل المرض تحت السيطرة بفضل الإجراءات الوقائية المتبعة سواء في العمل أو الأماكن العامة وغيرها، ولم تحرص الدولة على توفير اللقاح إن لم يكن آمناً، فمصلحة المواطن وصحته دائماً تأتي في الأولوية، لهذا علينا الوثوق في صنّاع القرار، وإذا كان هذا اللقاح سيعيد لنا حياتنا الطبيعية ويغنينا عن الكمامة ويسمح بالتنقل والسفر بأمان ويبدد شبح كورونا عنا فيفترض أن يحرص على أخذه الجميع. كَثر الحديث واللغط حول فيروس كورونا "كوفيد - 19" الذي طّور من نفسه في أقل من عام وظهر "كوفيد - 20"، ولا نعلم إن كان فعلاً هو فيروس طبيعي أم أنه نتاج مختبرات تسعى لتدمير البشرية، وبغض النظر عن ذلك فهو فعلاً فيروس فتاك ليس على صحة الإنسان الجسدية بل النفسية لتأثيره السلبي على نمط حياتنا وتغيير مشاعرنا، فحفظنا الله وإياكم من شر الأمراض والأسقام وجنبنا الوباء ورفع البلاء. [email protected] @amalabdulmalik