11 سبتمبر 2025
تسجيلالفجور في الخصومة علامة من علامات النفاق، وقيل إن الخصوم يأتون على ثلاثة أصناف: خصم عاقل ومنصف، خصم جاهل وأحمق، وآخر حقود ومتربص، فما بالكم إن اجتمع الجهل، الحماقة، والحقد والتربص في من فجر في الخصومة. لا يوجد أفضل حالة نستدل بها على الفجور في الخصومة سوى في هذه الأزمة الخليجية، وبالرغم من تفنيد ودحض كل الادعاءات ضد دولة قطر من خلال القنوات القانونية، إلا أن اصرار دول الحصار على التمادي بالرغم من دحض كل ادعاءاتهم يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، بأن تلك الدول تفجر في الخصومة عن جهل تارة وعن حقد تارة اخرى، ولم تستطع تأكيد أي من ادعاءاتهم بالقانون والمنطق فحديثهم عبارة عن جعجعة بلا طحن. يمكننا معرفة الكثير وحقيقة سلوك البشر من خلال الخلافات والنزاعات التي تحدث فحينها يتبين إن كان سلوكهم أثناء فترة الوئام والسلام صادقا أم زائفا ومنافقا، وقياساً على ذلك فالأمر نفسه يمكن ان يطبق على الحكومات، فتصرف الحكومات في حالات النزاعات والعلاقات السياسية المضطربة يمكنها ان تفسر الكثير عن سلوك تلك الحكومات ومن يقوم عليها من مسؤولين، فلا يخفى على احد انه حتى في أسوأ الفرضيات وحتى ان تطور الخلاف الى حرب فهنالك اخلاقيات تحكم النزاعات المسلحة والحروب منها مشرعة على مستوى دولي مثل اتفاقية جنيف واتفاقية لاهاي المعنيتين بالحروب والنزاعات. ومن هنا فإن هنالك قوانين وقواعد يُحتكم اليها حتى على المستوى الدولي، حتى لا تتمادى اطراف معينة في النزاعات والحروب. لا يمكن الحديث عن الفجور في الخصومة وانعدام اخلاقيات الخصم دون الحديث عن مسؤولي دول الحصار الذين لم يتركوا اي محفل او مناسبة دون ان يتم تسييسها او تعكير صفوها ليس فقط بسبب فجورهم في الخصومة بل ايضا بسبب الجهل الذي يضرب اطناب حديثهم، وسطحية الفكر الذي يمتلكونه، فمرة تلو الاخرى نشاهد من خلال تصريحاتهم تفسير ماذا يعني ان يكون لديك خصم جاهل يعتلي منصباً ويتحدث بنحو من الاسفاف والحماقة ايضا، وحقيقة لا يسعنا الا ان نحمد الله على هكذا خصوم، فهم قبل كل شيء يبينون لمن يشاهدهم فداحة المستوى اللاعقلاني الذي وصلوا اليه، ولكم ان تتخيلوا كم من مسؤوليهم على هذه الشاكلة، وحين يكون الخصم مثل هؤلاء، فاعرف بأنك كسبت المعركة الأخلاقية فالخصم الجاهل لا يمكنه الانتصار أبدا.